كان من المعتقد حتى وقت قريب أن الفضاء مكان لا يصلح للحياة، ولكن مع تطور العلم والتكنولوجيا، أصبحت هناك أخبار عدة عن نباتات نمت في «محطة الفضاء الدولية» التي تدور خارج مجال الجاذبية الأرضية، آخرها ما نشره رائد الفضاء الأميركي سكوت كيلي على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، معلناً نمو الزهرة الأولى في الفضاء. ونشر كيلي صورة زهرة برتقالية اللون، لها 13 بتلة، وكتب أن «هذه هي الوردة الأولى التي تزهر في الفضاء.. نعم هناك أشكال أخرى من الحياة هنا!» وقالت مدونة ل «الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء» (ناسا) عن الزهور انه «تم اختيار نبتة زينيا للتجربة، حتى يتمكن العلماء من فهم آلية نمو النباتات في بيئة ذات جاذبية شبه معدومة». وأوضحت صحيفة «اندبندنت» البريطانية أن محاولات سابقة لزرع الخس والقمح نجحت في الفضاء، ولكن أهمية «زينيا» تنبع في كونها زهرة تنتج حبوباً. وذكر مدير منشأة «فيجي» للنباتات التابعة ل «محطة الفضاء الدولية»، أن «زهرة زينيا تختلف عن الخس، لأنها حساسة جداً للعوامل المحيطة بها، وتستغرق دورة نموها من 60 إلى 80 يوماً»، موضحاً أن «نمو زينيا يمهد الطريق لزراعة نباتات أخرى، مثل الطماطم». ولكن موقع «سبايس» المعني بأخبار الفضاء، أوضح أن كيلي، في غمرة حماسه، ارتكب خطأً تاريخياً، فزهرته ليست الأولى التي نمت في الفضاء. وأفاد «سبايس» بأن رائد الفضاء والمهندس الكيماوي الأميركي دونالد بيتيت نجح قبل أربعة أعوام في زراعة زهرة «عباد الشمس» داخل «محطة الفضاء الدولية»، كما سبق ذلك محاولات ناجحة بدرجة أقل في مركبات فضاء تابعة للاتحاد السوفياتي. وذكرت «اندبندنت» أنه إلى جانب مساعدة العلماء في التوصل إلى عوامل الزراعة الناجحة في الفضاء، يسهم نمو النباتات في رفع المعنويات الإيجابية بين طاقم محطة «ناسا». وأوضحت الباحثة الكسندرا ويتمر إن «رعاية النباتات يمكن أن يكون عاملاً ترفيهياً يسهل على رواد الفضاء تحمل المهمات الطويلة، خصوصاً تلك التي تتعلق باستكشاف بيئات معزولة وخالية من الكائنات الحية». ويندرج اكتشاف نمو زهرة «زينيا» ضمن جهود علماء الفضاء المستمرة منذ عقود للعثور على أشكال من الحياة خارج الأرض. وكانت «ناسا» أعلنت في تموز (يوليو) الماضي اكتشاف كوكبٍ مشابهٍ لكوكب لأرض، أُطلق عليه اسم «كيبلر 452 بي»، إذ إنه اكتشف بفضل التلسكوب الأميركي «كيبلر»، وهو يدور حول شمس ذات خصائص تجعلها مشابهة لشمسنا.