تل أبيب - يو بي أي - طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعضاء المجلس المركزي في حزبه الليكود إلى التصويت خلال اجتماع المجلس مساء اليوم الخميس على تأجيل موعد انتخاب مؤسسات الحزب على خلفية تخوفه من فوز معارضيه وفرض انتخابات قريبة للمؤسسات. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله صباح اليوم لأعضاء المجلس المركزي لليكود إن "المهمة صعبة وأنا أعتمد على أن يركز الليكود على المهمات الوطنية الكبرى وألا يظهروا قلة مبالاة وأن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع". وتجدر الإشارة إلى أن مطالبة نتنياهو بتأجيل الانتخابات لمؤسسات الليكود يستدعي تأييد ثلثي المصوتين من أعضاء المجلس المركزي البالغ عددهم 2525 عضوا، كما أن إحدى المشاكل التي يواجهها نتنياهو هي أن التصويت سري. وستجري الانتخابات اليوم بين الساعة العاشرة صباحا والعاشرة ليلا ويتوقع إعلان النتائج عند منتصف الليل. ووفقا للمحللين الإسرائيليين فإنه على الرغم من أن نتنياهو حاول إظهار الصراع وكأنه بينه وبين قائد الجناح اليميني المتطرف موشيه فايغلين إلا أن هناك عددا من الوزراء وأعضاء الكنيست، مثل سيلفان شالون وغلعاد اردان، الذين يريدون إجراء الانتخابات لمؤسسات الحزب في موعدها القريب وعدم تأجيلها مثلما يطالب رئيس الوزراء. وكتبت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" سيما كدمون أنه لا يوجد خطر حقيقي على مكانة نتنياهو وأنه "لا يمكن زعزعة قوته لأنه لا يوجد في الليكود مركز قوة مواز لقوته". لكنها أشارت إلى أنه ليس مستبعدا أن يخسر نتنياهو في هذه الانتخابات الداخلية وفي هذه الحالة "فإن الصراعات الداخلية ستتحول إلى بعوضة سيبقى طنينها قرب أذنه" ،و أنهم سيحاولون تقييد تحركاته السياسية. وأشار المحللون إلى أن القسم الأساسي من معارضي نتنياهو داخل الليكود لم "يتمردوا عليه" عندما أعلن تعليق أعمال بناء جديدة في مستوطنات الضفة الغربية لعشرة شهور كما أنهم يدعمون رئيس الوزراء في الأزمة مع الولاياتالمتحدة. ويسعى نتنياهو من وراء مطالبته بتأجيل عقد مؤتمر الليكود وانتخاب مؤسسات الحزب لعشرين شهرا إلى ضم أعضاء جدد للحزب الذين لن يتمكنوا من التصويت سوى بعد مرور 16 شهرا على انتسابهم. ورد عضو الكنيست داني دانون المعارض لتأجيل الانتخابات بإرسال رسالتين خلوتين إلى الهواتف النقالة لأعضاء الليكود سعى من ورائهما إلى إخافة أعضاء الحزب من التأجيل. وجاء في الرسالة الأولى "سلام، يتحدث معكم محمود وأنا أريد أن أنتسب إلى الليكود لكن إذا لم تؤجلوا المؤتمر فإني لن أتمكن من التصويت". وتقمص دانون في رسالته الثانية شخصية الرئيس الأميركي باراك أوباما وقال فيها "سلام، يتحدث باراك أوباما، وأنا آمل كثيرا بأن تحضروا للتصويت اليوم وتأييد اقتراحي واقتراح بيبي (أي نتنياهو) لنتمكن من تقسيم القدس بعد بضعة شهور". ونقل المحلل السياسي في صحيفة "معاريف" بن كسبيت عن دانون قوله إن "قصة محمود تأتي للتأكيد على أنه خلافا لما يحاول نتنياهو أن يثبته، بأن فايغلين قد يسيطر على الليكود، فإن الواقع المعاكس مهدد أكثر وهو أن مسؤولين عن صناديق الاقتراع في لجان العمال والحمائل في البلدات العربية قد يسيطرون على الليكود ويجرونه نحو اليسار". لكن محلل الشؤون الحزبية في "معاريف" شالوم يروشالمي لفت إلى أن "نتنياهو لن يتنازل عن القدس لأنه في هذه الحالة سيفقد تحالفه (اليميني)". كذلك نقلت كدمون عن مؤيدين لنتنياهو قولهم إن الأخير "لا يريد أن يكون مقيدا من جانب أعضاء كنيست ووزراء سيتصلبون بمواقفهم ويمنعونه من المناورة (السياسية مع الفلسطينيين) حتى لو كانت هذه المناورة تكتيكية".