اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، حرم جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، وصادر أجهزة حاسوب وأدوات يستخدمها الطلاب واعتقل عضواً في مجلس اتحاد طلبة الجامعة، فيما حذرت منظمات حقوقية فلسطينية من تدهور صحة صحافي فلسطيني معتقل إدارياً لدى إسرائيل يخوض إضراباً عن الطعام منذ نحو 50 يوماً للاحتجاج على اعتقاله. وأصدرت إدارة جامعة بيرزيت بياناً أمس دانت في اقتحام حرمها الجامعي، واصفة ذلك أنه «انتهاك صارخ للأعراف والمواثيق التي تحرم التدخل في المرافق الأكاديمية والاعتداء عليها». وقالت إدارة الجامعة في بيانها، إنها «تنظر بخطورة بالغة إلى هذا الاقتحام الهمجي، وتستهجن تحويل صرحها الأكاديمي إلى ثكنة عسكرية، ومصادرة ممتلكات طلبتها». وقال حراس الجامعة إن 15 آلية عسكرية شاركت في الاقتحام، وإن الجنود حطموا أقفال بوابة المدخل الغربي للجامعة، وفتشوا مبنى كلية العلوم، واقتحموا مبنى مجلس الطلبة بعد خلع أبوابه، ومخزن الحركة الطلابية. وقالت إدارة الجامعة إن الجنود قاموا بتفتيش مكتب مجلس الطلبة ومصادرة الحواسيب الموجودة فيه، وتحطيم الأثاث، من دون أن تسمح لأي من حراس الجامعة بالتواجد مع الجنود داخل مقر المجلس، ثم اقتحم الجنود مكاتب الكتل الطلابية، وصادروا الرايات والأعلام والطبول وأجهزة الصوت، ومطبوعات تستخدم في الأنشطة الطلابية والدعاية الانتخابية، ثم انتقلوا إلى طابق التسوية في مبنى كلية العلوم من المدخل الجنوبي للمبنى وصادروا أربعة خزانات لمتعلقات الطالبات، وحطموا بعض الخزانات الخاصة للطلبة. ودعت الجامعة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى إدانة اقتحام الحرم الجامعي ووضع حد لما سمته «استهتار إسرائيل بالحقوق الأساسية لأبناء شعبنا وخاصة حقه في التعليم». وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي حرم جامعة بيرزيت، إذ اقتحمته بصورة مشابهة في 19 حزيران (يونيو) 2014. وقالت إدارة الجامعة إن «عدوان الاحتلال لن يحول دون استمرار بيرزيت في أداء دورها الأكاديمي والنضالي الداعم لحقوق شعبنا في الحرية والاستقلال وتقرير المصير». على صعيد آخر، حذرت عائلة ومحامية الصحافي محمد القيق (33 عاما) المضرب عن الطعام منذ حوالى خمسين يوماً، من أن الخطر يتهدد حياته، وأنه لم يعد قادراً على الرؤية والسمع والكلام بصورة طبيعية. وقالت المحامية هبة مصالحة إنها زارت القيق أمس في مستشفى إسرائيلي، وإنه لم يقو على الحديث والرؤية. وأضافت: «وقفت إلى جانبه وخاطبته فلم يسمع، اقتربت منه وقلت له: هل تراني؟ فأجاب بضعف شديد: أرى شبح إنسان». واعتقل الجيش الإسرائيلي الصحافي القيق، مراسل قناة «المجد» في الضفة الغربية، في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وحكم عليه بالسجن الإداري 6 ستة شهور بعد أن أخضعه لتحقيق قاس لمدة 25 يوماً. وقالت زوجته فيحاء إن المخابرات الإسرائيلية فرضت عليه الاعتقال الإداري بعد أن فشلت في الحصول على اعتراف منه بالتهم الموجهة إليه. وقالت إن السلطات بررت اعتقاله إداريا بتوجيه تهمة عامة له وهي «التحريض». وظهر القيق أثناء الهبة الشعبية على عدد من القنوات الفلسطينية كمحلل سياسي. واستخدمت السلطات الإسرائيلية تحليلات أدلى بها لهذه المحطات لاتهامه بالتحريض. وأغلقت السلطات الإسرائيلية أخيراً محطتي إذاعة في مدينة الخليل بعد أن صادرت أدوات البث فيهما بتهمة التحريض. وقالت عائلة الصحافي القيق إنه بدأ إضراباً مفتوحاً عن الطعام في 25 تشرين الثاني (نوفمبر)، بعد أربعة أيام من اعتقاله، بسبب اعتقاله غير القانوني. وقالت فيحاء: «أبلغ محمد المحققين أنه تعرض لاعتقال تعسفي، وعليه فإنه يمتنع عن الطعام لحين إطلاق سراحه». وقال رئيس شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع إن الوضع الصحي للأسير القيق شهد تدهوراً خطيراً في الأيام الأخيرة، وإن عضلات جسده مصابة بالتصلب ولم يعد يقوى على الرؤية والسمع والكلام بصورة طبيعية.