دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس الصيني شين جين بينغ في الرياض اليوم (الأربعاء)، مشروع شركة "ينبع أرامكو ساينبوك" للتكرير (ياسرف). وكان خادم الحرمين استقبل الرئيس الصيني فور وصوله مقر الحفل. كما كان في استقباله أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ورئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان وعدد من المسؤولين. وبدأ حفل التدشين بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم شاهد الجميع عرضاً مرئياً عن الشراكة السعودية - الصينية في مشروع شركة "ينبع أرامكو ساينبوك" للتكرير (ياسرف). بعد ذلك، ألقى رئيس مجلس إدارة "أرامكو السعودية" خالد الفالح كلمة عن الشراكة الاستراتيجية السعودية - الصينية بمناسبة افتتاح مشروع شركة "ياسرف" قال فيها "إن اليوم فريد وتاريخي تمثل في افتتاح مشروع عملاق سيضيف صرحاً جديداً للشراكة بين المملكة والصين". وأضاف أن "هذه الشراكة الخيرة تجعلنا نستذكر العلاقة التي جمعت بين البلدين، إذ ان كلا الدولتين قطبان يرتكز عليهما الاقتصاد العالمي، فالمملكة اليوم تمتلك الاقتصاد الأكبر في منطقتها، بينما يحتل الاقتصاد الصيني المركز الثاني كأكبر اقتصاد في العالم "، مشيراً إلى أن التسارع في النمو العلاقات اكتسبت أبعاداً جديدة خلال العقدين الماضيين، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري للمملكة، وتعتز "أرامكو" بكونها المورد الأول للاحتياجات الصينية من البترول. وأوضح الفالح أن المملكة والصين وجدتا في صناعة الطاقة وفي قطاع التكرير فرصاً مميزة لبناء شراكات قوية، حيث بادرت أرامكو بالاستثمار في مشروع مصفاه فوجيان على أرض الصين، وهو مشروع نموذجي بكل المعايير، كما ندشن اليوم إنجازاً آخر على أرض المملكة بافتتاح مشروع ياسرف في ينبع الذي وجدنا شركة ساينبوك خير شريك، إذ وفر هذا المشروع 6 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة". وأشاد بفريق العمل على ما قدموه من دعم للمشروع حيث حصد بفضل الله جائزة بلاتس العالمية كأفضل مشروع لعام 2015. وأشار إلى أن هناك فرصاً سانحة لأحداث نقلة نوعية في جوانب التعاون بين البلدين في مجال الطاقة عبر ثلاثة محاور استراتيجية الأولى تتضمن تطوير استثمارات مستدامة ومجدية اقتصادياً في قطاع التكرير والتسويق الصيني، ما سيسهم في دعم استراتيجية الصين لتحقيق أمن الإمدادات ومضاعفة صادرات البترول السعودي إلى الصين. وبين أن المحور الثاني يرتكز على بناء الشراكات بين البلدين في إطار مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ، لتصبح المملكة قطباً أساساً فيها عبر بناء الشراكات التي تزيد الاستثمارات الصينية في مجالات الطاقة والصناعة والاقتصاد في المدن الصناعية والاقتصادية في المملكة، لتصبح المملكة بموقعها الاستراتيجي وامكاناتها الواسعة مركزاً قوياً لانطلاق هذه المبادرة إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا. وأفاد الفالح أن المحور الثالث في العلاقات بين البلدين يتركز حول دعم التعاون المشترك بين البلدين في مجالات البحوث والتعليم وتقنية المعرفة والابتكار والأنشطة الثقافية، مبيناً أنه سبق أن افتتحت "أرامكو" مركزاً للبحوث في بكين كما ستقوم شركة "ساينبوك" غداً بوضع حجر الأساس لمركز للبحوث والتطوير في وادي التقنية بالظهران. إثر ذلك، شاهد خادم الحرمين والرئيس الصيني بثاً مباشراً من غرفة التحكم المركزي للمشروع في ينبع، حيث دشنا معاً مشروع "ياسرف".