أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تمر بمرحلة تحول اقتصادي كبير، مشيراً إلى أن الهيئة استشعرت حتمية الاستعداد لهذا التحول، وعملت منذ اليوم الأول على تهيئة قطاع السياحة والتراث الوطني ليكون رافداً أساساً للاقتصاد، وقدمت كل الحاجات وحددت الممكنات التي كانت كفيلة بظهور صناعة اقتصادية متقدمة لو حظيت بالدعم الكامل. وقال في كلمته في اجتماع وكلاء وزارات وهيئات السياحة والثقافة في دول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد أمس بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض: «قطعنا في المملكة شوطاً كبيراً في التنوع الاقتصادي، والدولة تنظر الآن لقطاع السياحة والتراث الوطني كقطاع أساس في تنويع مصادر الدخل والاستثمارات الأساسية، ونأمل بأن يتم تمكين هذا القطاع لينطلق بشكل أكبر يحقق تطلعات المواطنين، ويشكل دعماً أساسياً للاقتصاد الوطني، ويوفر فرص العمل للمواطنين، من خلال إطلاق الوجهات السياحية التي تمثل المطلب الأهم للمواطن، وستكون حاضناً لعدد من الأنشطة السياحية والثقافية، خصوصاً إذا كانت تحوي على مواقع أثرية وتراثية مثل العقير والعلا والموانئ التاريخية على البحر الأحمر والجزر التي تزخر بالمواقع التاريخية». ولفت الانتباه وفقاً لوكالة الأنباء السعودية إلى أنه سيتم العمل بعد شهر من الآن في تطبيق برنامج «السياحة بعد العمرة»، مشيراً إلى أهمية البرنامج في دعم السياحة في المملكة، لتكون وجهة للمسلمين كما هي قبلة لهم، ولكي يجد المسلمون الذين يأتون للعمرة ما يتطلعون إليه من خدمة السياحة الاستشفائية وسياحة الأعمال وغيرها، مؤكداً أهمية تطور هذه المواقع التي تستطيع أن تستقبل الناس ليقوموا فيها برحلة متكاملة منها العمرة، إضافة إلى ربط رحلة العمرة بالجانب الثقافي وزيارة مواقع التاريخ الإسلامي التي تزخر بها المدينتان المقدستان ومناطق أخرى في المملكة. وأشار إلى الأهمية التاريخية والثقافية لدول مجلس التعاون الخليجي وضرورة الاستفادة منها في الأبعاد الاقتصادية وتعزيز النشاط السياحي، مبيناً أن الترابط بين الانسان والمكان أمر أصيل، وأن من الضرورة التكامل بين أنشطة السياحة التي تعتمد على المكان والثقافة التي ترتبط بالإنسان. وأضاف «نحن في الخليج العربي نتمتع بمكانة كبيرة بين الأمم ولسنا حديثي عهد بنعمة، ومنذ بدأ التاريخ وهذه الأرض حاضنة للحضارات ومركز للاقتصاد، ونتعاطى مع العالم بندية في مجالات الاقتصاد والحضارات والتبادل التجاري والمعرفي، وبلادنا الخليجية متطورة وتدفع نحو المستقبل بتوازن، والسياحة ليست مجرد ضخ إعلامي أو اقتصادي على رغم اهميتها بل تتجاوز ذلك إلى تعزيز العلاقة والانتماء للأرض والتاريخ». وشدد على أهمية تعزيز الجانب الثقافي المرتبط بالسياحة والعمل على إعادة المكانة المستحقة لدول الخليج والجزيرة العربية على الساحة الدولية في مجال الثقافة والتاريخ ومكانة الإنسان، الذي خرج من حضارات عظيمة وذلك من خلال برامج مشتركة لعرض تراثنا للعالم والارتقاء بطرحنا الثقافي والإعلامي لتعزيز المكانة الحضارية والتاريخية لمنطقة الخليج على مستوى العالم.