اكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم (الثلثاء) ان الشركات العاملة في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلة التي "تساهم في واحد أو أكثر من الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني والانتهاكات الحقوقية" للفلسطينيين يجب ان توقف انشطتها. وفي تقرير انتقدت المنظمة التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا، السياسة الاسرائيلية في الضفة الغربية التي تكمن في دعم الحكومة للاستيطان و"مصادرة إسرائيل غير المشروعة للأراضي وغيرها من الموارد الفلسطينية". وانتقد التقرير الشركات بما فيها الاجنبية المرتبطة بالمستوطنات خصوصا في قطاعات الاسمنت والعقارات لأنها تدعم "معاملة إسرائيل التفضيلية للمستوطنين في جميع جوانب الحياة في الضفة الغربية تقريبا"، مضيفا ان "إسرائيل توفر للمستوطنين، ولشركات الاستيطان في أحيان عدة، الأرض والمياه والبنى التحتية والموارد والحوافز المالية، لتشجيع نمو المستوطنات". وقال المسؤول في المنظمة ارفيند غانيسان "أن الأنشطة المتصلة بالاستيطان تستفيد استفادة مباشرة من سياسات إسرائيل التمييزية في تخطيط المناطق الحضرية، وتخصيص الأراضي، والموارد الطبيعية، والحوافز المالية، والنفاذ إلى الموارد والبنى التحتية. وتؤدي هذه السياسات إلى التهجير القسري للفلسطينيين، ووضعهم موضع الاستضعاف في مواجهة المستوطنين". واضاف "لا تدعو هيومن رايتس ووتش إلى مقاطعة المستهلكين لشركات المستوطنات، وإنما إلى أن تلتزم الشركات بما عليها من مسؤوليات بمجال حقوق الإنسان، وأن تكفّ عن الأنشطة المتعلقة بالمستوطنات". ورفضت وحدة وزارة الدفاع المكلفة القضايا المدنية في الضفة الغربية التعليق على هذا التقرير. من جهته اكد الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان ان التقرير لم يدرس بعد ووصفه بأنه "منحاز". وقال الناطق "في وقت تتخذ فيه اسرائيل والاسرة الدولية تدابير ملموسة لتحفيز الاقتصاد الفلسطيني وزيادة عدد الوظائف، فإن اسرائيل قلقة من آثار تقرير منحاز ومسيس يهدد لقمة عيش الاف الفلسطينيين من خلال تقويض الامثال النادرة من التعايش والتنسيق والتعاون بين الاسرائيليين والفلسطينيين". وتحتل اسرائيل الضفة الغربية منذ العام 1967 ويعيش اكثر من نصف مليون اسرائيلي في هذه المنطقة وفي القدسالشرقيةالمحتلة. واتفاقات الحكم الذاتي الفلسطيني المبرمة في اوسلو في العام 1993 افضت الى انشاء ثلاث مناطق في الضفة الغربية. وبقيت المنطقة "ج" التي تمتد على 60 في المئة من الاراضي تحت سيطرة اسرائيل الكاملة في حين ان للسلطة الفلسطينية سلطات محدودة على المنطقتين "أ" و"ب". وكان يفترض ان تفضي هذه الاتفاقات الى حل دائم خلال خمس سنوات. لكن العملية تعطلت وتشهد الضفة الغربيةوالقدس واسرائيل موجة جديدة من اعمال العنف. وتعتبر المستوطنات اليهودية التي اقيمت على اراض فلسطينية غير مشروعة من جانب الاسرة الدولية وعقبة اساسية لارساء السلام. وترى "هيومن رايتس ووتش" ان الشركات الاجنبية الناشطة في المنطقة "ج" تساعد المستوطنات في حين تمنع اسرائيل الفلسطينيين من البناء فيها او استثمار مواردها الطبيعية.