تنبهت مرشدة سياحية تركية أثناء رحلة في اسطنبول إلى انتحاري، واستطاعت تحذير من حولها منقذةً بذلك أرواحاً كثيرة. وذكر موقع صحيفة «نيويورك بوست»، نقلاً عن صحيفة «حريت» التركية، أن المرشدة وتدعى سيبيل أوغلو، سمعت صوتاً غريباً أشبه بصوت رفع صمام الأمان في قنبلة، وعلى الفور صرخت «أهربوا» لحظة تفجير الإنتحاري نفسه، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 15 آخرين. وقالت أوغلو إن «من بين مجموعة السياح رأيت رجلاً ملتحٍياً بدى كأنه تركي، وكان يرتدي ملابس عصرية»، مضيفة: «رأيت الشاب سحب دبوس، فصرخت بالألمانية اهربوا، وما إن بدأنا بالهروب حتى انفجرت القنبلة». وعانت أوغلو إصابة في الساق وفقدان السمع الموقت في الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي، وألقي باللوم فيه على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وفي الوقت ذاته، قال وزير الداخلية التركي أفكان آلا، أنه جرى اعتقال شخص على اتصال مع منفذ الهجوم الانتحاري، فيما لم يوضح دور المشتبه فيه في الهجوم. ووفق مسؤولين في أنقرة، فإن الانتحاري سوري ويدعى نبيل الفضلي (28 سنة)، وفجر نفسه وسط 33 سائحاً ألمانياً في حديقة جامع السلطان أحمد، في حيّ يضمّ كاتدرائية آيا صوفيا والمسجد الأزرق، أبرز معلَميْن سياحيين في اسطنبول. ودخل تركيا طالباً اللجوء في 5 كانون الثاني (يناير) الجاري، وأُخذت بصماته. وذكرت وسائل الإعلام التركية أن الشرطة دهمت منزلاً في حي راقٍٍ في اسطنبول، واعتقلت امرأة يشتبه بوجود صلة لها مع تنظيم «داعش»، فيما لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم. وشنت السلطات التركية حملة اعتقالات واسعة، شملت 13 شاباً يشتبه بانتمائهم إلى «داعش» وثلاثة مواطنين روس، ولكن لم يتضح إن كانت لهم صلة مباشرة بالهجوم. وذكرت "وكالة الأناضول" التركية للأنباء أن الروس الثلاثة الذين قبض عليهم في في مدينة أنطاليا، كانوا على اتصال مع مقاتلي «داعش» في مناطق النزاع وقدموا دعماً لوجيستياً لهم. وجرى اعتقال 10 أشخاص آخرين في مدينة أزمير في محافظة قونية. وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي مايستيره: «لا دليل حتى الآن على أن الانتحاري تعمّد استهداف السيّاح الألمان»، مضيفاً أن «التفجير كان ضد الإنسانية». وأعلنت موسكو أنها تحقق في ملابسات احتجاز مواطنين روس في تركيا، مشيرة إلى أن اسم أحدهم مدرج على لائحة المطلوبين على الأراضي الروسية، فيما تظهر معلومات أجهزة الأمن إلى أن المعتقلين الآخرين غادرا أراضي روسيا قبل سنوات بهدف الدراسة في الشرق الأوسط. وأوضحت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن المعتقلين الثلاثة رفضوا لقاء مسؤولين في قنصلية بلادها في أنطاليا. وتعرضت تركيا لسلسلة اعتداءات العام الماضي، بما في ذلك تفجير انتحاري مزدوج أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص في أنقرة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.