اعتقلت السلطات المغربية بلجيكياً من أصل مغربي على صلة مباشرة بمنفذي اعتداءات باريس التي أوقعت 130 قتيلاً في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأعلنت وزارة الداخلية الأحرف الأولى فقط من اسم المتشدد، مشيرة إلى أنه قاتل مع «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» في سورية قبل أن ينضم إلى «داعش». على صعيد آخر، جرى تدنيس ستة قبور تعود لمسلمين بطلاء باللون الأحمر في بلدة دماري لو لي جنوب شرقي باريس. وندد رئيس البلدية جيل باتاي ب «أعمال بربرية غير مقبولة»، داعياً إلى «عدم الاستجابة لخطاب الانتقام الذي لا مكان له في الجمهورية». وأسف عبد الله زكري، رئيس مرصد كراهية المسلمين، لوصول الأمر إلى هذا الحد، مشدداً على أن «التهجم على الأموات يسيء إلى الأحياء وإلى العيش المشترك في مناخ مضطرب أصلاً، مشيراً إلى ارتكاب 380 و400 فعل معادٍ للمسلمين في 2015. في إرلندا، أُخلي المقر الأوروبي لشركة «أبل» لفترة قصيرة بعد إنذار أمني انتهى إثر تفتيش الشرطة المبنى من دون استدعاء فريق تفكيك المتفجرات التابع للجيش. في أندونيسيا، أعلن قائد الشرطة الجنرال بدر الدين هايتي، أن بلاده تستعد لعودة مقاتلين متمرسين من أعضاء تنظيم «داعش» من سورية والعراق يملكون قدرة شن هجمات أعنف بكثير من اعتداءات جاكرتا الخميس الماضي. وقال: «اعتداءات جاكرتا كانت خطة بديلة نفذها على عجل متشددون إسلاميون تزودوا مسدسات وقنابل بدائية الصنع، بعدما أحبطت غارات للشرطة تحضيرات لمهاجمة مسيحيين خلال احتفالات نهاية العام. وهم اختاروا حي ثامرين بأمل إحداث اثر كبير رغم قلة عددهم لأنه مزدحم». وأضاف: «امتلك المهاجمون فرصة قتل مزيد من الضحايا، لكن قدراتهم المحدودة على صعيد السلاح سمحت لنا بإيقافهم. أما عودة المتشددين الأكثر تمرساً بالقتال في الشرق الأوسط فستزيد الخطر، إذ إنهم سيستطيعون تدريب أشخاص على إعداد متفجرات». وتقول السلطات إن حوالى 500 أندونيسي التحقوا ب «داعش» في الشرق الأوسط، وعاد حوالى مئة منهم بينهم 15 على الأقل لديهم خبرات قتال. وأوضح الجنرال أن اثنين من 4 متشددين نفذوا الهجوم انضما إلى مجموعة حاولت إنشاء معسكر تدريب في غابات إقليم أتشيه عام 2010، وهو ما أحبطته الشرطة. وأكد أن قوات الأمن ستضاعف جهودها في مراقبة التنظيمات المتشددة التي «نريد تحديدها بالكامل لأنها يمكن أن تتعاون في ما بينها». وزاد: «رصدنا اتصالات أجراها أشخاص في سورية مع آخرين داخل اندونيسيا، ونستطيع أن نحدد من الذي يرد على الاتصالات، وقد يشكل تهديداً في المستقبل». الى ذلك، أوردت قناة «مترو تي في» التلفزيونية أن «سكان قرية كيدونغونغو في جاوا الغربية تحاول منع أسرة أحمد موهازان، أحد منفذي اعتداءات جاكرتا، من دفنه فيها». ونقلت عن نصر الله، أحد سكان القرية: «الناس هنا متسامحون جداً، وليسوا متشددين، وما فعله موهازان شوّه الإسلام». بوركينا فاسو ومالي على صعيد آخر، اتفقت بوركينا فاسو ومالي على التعاون في التصدي للخطر المتزايد الذي يشكله الإسلاميون المتشددون في غرب أفريقيا من خلال تبادل معلومات الاستخبارات، وتسيير دوريات أمنية مشتركة بعد يومين على مهاجمة مسلحين من تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» فندق «سبلنديد» في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو وإطلاقهم النار على مطعم ومهاجمة فندق آخر قريب، ما أسفر عن سقوط 28 قتيلاً على الأقل بينهم أجانب. وكان التنظيم شن هجوماً مماثلاً على فندق فاخر في باماكو عاصمة مالي في تشرين الثاني (نوفمبر)، ما حصد 20 قتيلاً بينهم مواطنون من روسيا والصين والولايات المتحدة. ووصف محللون هجوم بوركينا فاسو بأنه «الأكثر جرأة حتى الآن في تقدم المتشددين جنوب القارة السوداء»، ما عكس اهتمامهم بأهداف أهم في الجنوب، وتقدمهم من قواعدهم في الصحراء إلى مدن كبيرة سادها الاستقرار سابقاً. وقالت سينثيا أوهايون، المحللة المتخصصة في شؤون غرب أفريقيا لدى المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات: «ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن بوركينا فاسو ستكون آخر دولة في المنطقة تتعرض لهجمات، والتهديد قائم لمدن مثل دكار وأبيدجان». وتقول فرنسا إن قواتها التي طردت الجماعات الإسلامية من شمال مالي عام 2013، نفذت 150 عملية العام الماضي. لكن أوهايون تعتبر أن فرنسا قد تكون ساهمت فعلياً في انتشار الجهاديين عبر طردهم من معقلهم السابق في صحراء شمال مالي نحو بوركينا فاسو التي تسعى الى الخروج من اضطرابات اثر إطاحة الرئيس السابق بليز كومباوري الذي حكم البلاد لفترة طويلة حتى 2014. وخطِف أستراليان أيضاً في بوركينا فاسو السبت الماضي بعد أسبوع على خطف مواطن سويسري في مدينة تمبكتو شمال مالي، ما قد يشكل محاولة من «القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي» لملء خزائنه بأموال الفدى، علماً أنها تجني أرباحاً أيضاً من تجارة العاج المزدهرة في المنطقة. وطالبت مالي بإرسال تدخل سريع لقتال المتشددين، وحذر وزير خارجيتها عبد الله ديوب من أن المنطقة «قد تكون محاصرة بسبب صلات أو ربما تحالفات بين جماعات إرهابية في الساحل»، في إشارة إلى تنظيم داعش» في ليبيا في الشمال وجماعة «بوكو حرام» النيجيرية في الشرق.