قتل 26 شخصاً من 18 جنسية وفق حصيلة غير نهائية في اعتداء استهدف فندق «سبلنديد» ومقهى «كابوتشينو» ومباني مجاورة لهما وسط واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو، وتبنّته جماعة «المرابطون» بقيادة الجزائري مختار بلمختار التي انضمت أخيراً إلى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». واحتاجت قوات الأمن إلى 12 ساعة لقتل 4 مهاجمين بينهم امرأتان. ويُعتقد بأن بين الأربعة المعممين، عربياً وأفريقيين، كما أعلن وزير الداخلية سيمون كومباوري، الذي أشار إلى سقوط 33 جريحاً وتحرير 126 رهينة بينهم وزير العمل كليمان ساوادوو. من جانبها، أوضحت سفارة خادم الحرمين الشريفين في العاصمة البوركينية أن «من بين المحتجزين في حادثة اقتحام فندق إسبلانديد اثنين من المواطنين السعوديين من رجال الأعمال الذين وجدوا لمتابعة أعمالهم». وقالت السفارة في بيان لها أمس (السبت) – بحسب وكالة الأنباء السعودية – «إن السفارة باشرت التواصل مع السلطات المحلية للاطمئنان على أمنهما وسلامتهما، وتم خروجهما ضمن جميع الذين تم تحريرهم، ولم يتعرضا لأي أذى». وأفادت السفارة بأنهما حالياً تحت رعايتها، وأنها تقوم بالإجراءات المطلوبة لعودتهما إلى أرض الوطن في أقرب وقت ممكن. وعبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للاعتداء الإرهابي، الذي استهدف بعثة الاتحاد الأفريقي جنوبالصومال، ومطعماً وفندقاً في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو، وأسفر عن سقوط عدد من القتلى والمصابين. وأضاف المصدر أمس (السبت) - بحسب وكالة الأنباء السعودية - أن «المملكة إذ تتقدم بخالص العزاء لأسر ضحايا التفجيرات، فإنها تؤكد موقف المملكة الراسخ ضد الإرهاب بأشكاله وصوره كافة وأياً كان مصدره». وبدأ الاعتداء في وقت متقدّم ليل الجمعة، باقتحام المهاجمين الفندق الذي يضم 147 غرفة، ويرتاده موظفون من الأممالمتحدة وأجانب. وروى شاهد أنه رأى أربعة مهاجمين «يعتمرون عمامات، وبدوا من العرب أو البيض». وشنّت قوات الأمن هجوماً بدعم من عسكريين فرنسيين يتمركزون في ضواحي واغادوغو، في إطار عمليات مكافحة التنظيمات المتطرّفة في منطقة الساحل، وآخرين أميركيين. وتحوّلت المنطقة المحيطة بالفندق إلى ساحة معركة مع اندلاع حرائق في سيارات وواجهة الفندق الذي زرع المهاجمون متفجرات في طوابقه العليا. ثم تواصل الهجوم قبالة الفندق في مقهى «كابوتشينو» الذي شوهدت حوالى 10 جثث على شرفته، وفندق «يبي» المجاور حيث قتل المهاجم الرابع. يذكر أن بلمختار هو أحد القادة الجهاديين الأكثر بأساً في منطقة الساحل، ويعمل من أجل تحالف كبير مع الجهاديين في النيجر وتشاد وليبيا. وأُعلن موته مرات، خصوصاً في حزيران (يونيو) الماضي وفي نيسان (أبريل) 2013، لكن هذه المعلومات ووجهت بنفيها. وتفقد الرئيس روش مارك كريستيان كابوري المنتخب حديثاً، موقعَ الاعتداء، واصفاً إياه بأنه عمل «جبان وخسيس» وفي بيان للإليزيه، وصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاعتداء بأنه «مقيت وجبان»، مؤكداً دعم بلاده القوات البوركينية والرئيس كابوري. كما دانت الولاياتالمتحدة بشدة الاعتداء، معلنة أنها تبذل جهودها للتأكّد من سلامة الأميركيين الموجودين في المدينة. وقدّم الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي «التعازي إلى عائلات ضحايا الهجوم». في إندونيسيا، اعتقلت الشرطة رجلاً اتهمته بتلقّي تحويل مالي من تنظيم «داعش»، مهّد لتنفيذ 5 مسلحين اعتداءات جاكرتا التي أوقعت قتيلين الخميس الماضي. وكشفت الشرطة عن أن المهاجمين الخمسة خططوا لهجمات في أماكن أخرى مثل مقار الشرطة والحكومة، واستهداف أجانب أو متعاونين مع كيانات أجنبية. وعرضت صوراً لهم، أحدهم فجّر نفسه أمام مقهى «ستارباكس»، فيما حددت هوية مهاجم آخر أطلق النار من مسدس خارج المقهى، مشيرة إلى أن اسمه عفيف وأمضى 7 سنوات في السجن ورفض التعاون مع برنامج للتخلّي عن الفكر المتشدد. وأغلقت السلطات 11 موقعاً متشدداً على الإنترنت، وحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي أيّدت الاعتداءات. وهي تعتقد بأن المخطط المزعوم للاعتداءات الإندونيسي بحر النعيم الموجود في سورية، استخدم هذه الوسائل في شكل واسع لنشر معتقداته عن «داعش» والتواصل مع أشخاص في إندونيسيا يستخدمون مدوّنات وتطبيقات رسائل على هواتف خليوية. وفي ماليزيا، أوقفت السلطات رجلاً عمره 28 سنة في العاصمة كوالالمبور، أعلنت أنه اعترف بالتخطيط لهجوم انتحاري لم تحدد موقعه أو أسلوب تنفيذه، بعدما تلقّى أوامر من عضو في «داعش» بسورية. وأشارت إلى اعتقال رجلين وامرأة يشتبه في أنهم مؤيدون للتنظيم، الأسبوع الماضي في مطار كوالالمبور لدى عودتهم من تركيا بعدما حاولوا التوجّه منها إلى سورية.