لندن - يو بي أي - هاجم مسؤولي أمني بريطاني سابق السياسة التي تنتهجها الولاياتالمتحدة في مجال تعذيب واساءة معاملة المشتبه بهم الارهابيون، واعتبر ردها على التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة مبالغاً فيه وأدى إلى نتائج عكسية. ونسبت صحيفة الغارديان الصادرة اليوم الثلاثاء إلى نايجل إنكستر، مساعد رئيس جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) حتى العام 2006، قوله "من المؤكد أن رؤية الارهابيين يُعاملون كفئة خاصة من السجناء ويُحتجزون في معتقلات عسكرية من دون محاكمة ويتعرضون للتعذيب يُلهم المتطرفين الذين يملكون آفاق ارتكاب أعمال عنف، لأن هذا النوع من المعاملة يجعل الجهاديين يعتقدون بامكانية تحولهم إلى مقاتلين من أجل سبب يتطلعون لتحويله إلى قضية". وحذّر إنكستر من أن التخلي عن المعايير العادية للعدالة الجنائية في حالات الارهاب "يمكن أن تكون له نتائج عكسية، كما أن الخروج عن القيم الديمقراطية التي تُعد أفضل دعاية للغرب، دمّر سمعة الولاياتالمتحدة". واضاف "أن رد الولايات المحموم واستجابتها المثيرة للذعر على المحاولة الفاشلة من قبل نيجيري لتفجير طائرة أميركية يوم عيد الميلاد الماضي لا يمكن تخيله من قبل أقوى دولة على وجه الأرض". وشدد إنكستر على أن غياب أي شعور متناسب "يخدم ببساطة في دعم وضع أي مجموعة ارهابية مشتتة وصغيرة جداً لا تقوى على تهديد سيادة الولاياتالمتحدة ما لم يتواطأ الأميركيون في إلحاق الهزيمة بأنفسهم". وحمّل الحرب العالمية على الإرهاب التي اعلنها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش مسؤولية "الاضرار بالاقتصاد العالمي وبصورة فاقت آمال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن نفسه". وقال المسؤول الأمني البريطاني السابق "لو أن بوش وضع المزيد من التركيز على تقديم المسؤولين عن هجمات 11'9 في العام 2001 إلى العدالة بدلاً من التركيز على اعلان حرب لا يمكن الفوز بها ضد عدو غير معروف، لكانت الأمور تحولت بشكل مختلف للغاية".