«صفر»! هو العدد الذي سجله معتمرو سورية واليمن وتونس وبنغلاديش، خلال موسم العمرة الحالي، الذي بدأ منذ 64 يوماً، فيما سجلت دول أخرى، مثل إندونيسيا وتركيا والعراقوإيران انخفاضاً ملموساً في أعداد معتمريها قياساً بالأعوام السابقة، وبلغ معدل انخفاض المعتمرين لهذا الموسم قياساً بالماضي 10 في المئة. وأكد مصدر ل«الحياة» أن الترتيبات والإجراءات الخاصة بما يخص تنظيم عملية قدوم المعتمرين والحجاج الإيرانيين، سيعلن عنها قريباً. وأرجع نائب رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة في الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة عبدالله قاضي في حديثه إلى«الحياة»، انخفاض المعتمرين هذا الموسم إلى أسباب أكثرها اقتصادية، إضافة إلى تزامن الموسم مع العطلات الرسمية في بعض الدول. وقال قاضي: «لا علاقة للمملكة بأسباب الانخفاض، فبابها مفتوح لكل معتمر من مختلف أنحاء العالم، وتعمل في خدمة ضيوف الرحمن». وشدد على أن المملكة «تفصل تماماً بين الفريضة وضيافة ضيوف الرحمن وبين غيرها من المواقف، لأن ذلك من واجبها الذي تؤديه على أكمل وجه». وأردف: «حتى رعايا الدول التي ليس فيها سفارة أو قنصلية سعودية، يتم التنسيق مع سفارات مجاورة، كما كان الحال مع ضيوف الرحمن من العراق سابقاً، إذ كان يحصل معتمروها على تأشيرات العمرة من خلال قنصليات السعودية في كل من الكويت والأردن، وهي الحال مع ليبيا حالياً، التي يحصل معتمروها على تأشيرات الدخول من القنصلية السعودية في تونس، وهذا دليل على الجهود المبذولة للتسهيل على ضيوف الرحمن للوصول إلى الأراضي المقدسة». وزاد: «حتى في مقاطعة إيران، ليس لدى المملكة أي مانع في استقبال معتمريها، ونحن في «شركات العمرة» لم تصلنا أية توجيهات بمنع استقطاب المعتمرين من أي دولة من دول العالم، ومن الثوابت أن أي مسلم من حقه أن يدخل أراضي المملكة لأداء الشعائر». وأبان أن أعداد المعتمرين الإيرانيين الذين حصلوا على تأشيرات قبل بدء الأزمة كان قليلاً «لم يردنا معتمرون من الجهات المعنية، أي القنصليات البديلة في الدول المجاورة لإيران، التي تمنح معتمري إيران تأشيرات العمرة». وأشار نائب رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة، إلى أن الأسباب الاقتصادية قد تعوق تدفق المعتمرين، لافتاً إلى أنها قد تعود إلى اقتصاد الدول التي يفدون منها، أو حال الاقتصاد العالمي. وأضاف: «عدد المعتمرين حتى نهاية دوام يوم الخميس الماضي وصل إلى 1.8 مليون معتمر، بعد مرور نحو 64 يوماً من بداية الموسم، مقابل مليوني معتمر خلال الفترة نفسها من العام الماضي، مسجلاً انخفاضاً بلغ نحو 200 ألف معتمر. واستدرك: «مازلنا في بداية موسم العمرة، الذي يبدأ عادة في الأول من شهر صفر، ولا يمكن أن نحكم قطعياً بتدني عدد المعتمرين حتى يكتمل الموسم». وأفاد بأن المعدل الشهري من المعتمرين يصل إلى نحو 800 ألف معتمر، فيما تستعد وزارة الحج ل1.2 مليون معتمر شهرياً في هذا الموسم، إلا أن الشهر الأول سجل 780 ألف معتمر، والثاني 879 ألفاً تقريباً. وبيّن أن هذا العام شهد تدنياً في أسعار البرنامج الشامل للعمرة (من المطار للمطار) الخاص بشرائح المعتمرين، وبلغت نسبة الانخفاض 20 في المئة، وعلى رغم أن التذاكر لم تخفض أسعارها، إلا أن المعتمر وجد أسعاراً أقل في بقية الخدمات مقارنة بالعام الماضي. وقال إن هذا التدني أمر طبيعي، لأنه مرتبط بعمليتي العرض والطلب، وله ارتباط بما يشهده الاقتصاد العالمي، وبأسباب ظرفية أخرى. وساق مثالاً على ما ذكره، بنقص المعتمرين الأتراك بسبب تأخر العطلة الرسمية شهراً مقارنة بالعام الماضي، «سيبدأ المعتمرون الأتراك الآن في الوصول إلى المملكة، وهذا الوضع ينسحب أيضاً على كل من المغرب والأردن، وسيبدأ توافد معتمريهم بدءاً من الشهر الجاري». واستطرد عبدالله قاضي بأن أعداد المعتمرين من مصر وباكستان زادت بنسبة 20 في المئة مقارنة بالعام الماضي، «لذلك نرى أهمية درس ظروف كل دولة على حدة، وتيسير قدومهم من قبل وزارة الحج». وتحدث عن الطاقة الاستيعابية في المملكة، التي تشمل قطاع الطيران وإصدار التأشيرات والقنصليات والفنادق والطواف وغيرها، مبيناً أن جميعها تحسب بطريقة معينة، وهي التي تحدد «الكوتا» للمعتمرين من كل دولة، وحالياً الطاقة الاستيعابية متوافرة، ما يعني أن الأمر مفتوح ليستوعب الكم المقدر من المعتمرين في هذا الموسم، لكن الأمر يختلف في عمرة رمضان، التي يكون الطلب عليها كبيراً في العادة.