استنفرت القاهرة لإنهاء الاستعدادات لاستقبال الرئيس الصيني شي جين بينغ، الأربعاء المقبل، في زيارة هي الأولى وتستمر ثلاثة أيام، يتخللها تدشين مشاريع اقتصادية مشتركة، وإطلاق عام الثقافة المصرية– الصينية من مدينة الأقصر السياحية (صعيد مصر). وسياسياً، من المقرر أن يبحث الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والصيني بينغ في القمة المرتقبة تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب والتوصل إلى حلول سياسية في الأزمات التي تعانيها بلدان المنطقة. وأعدت القاهرة برنامجاً حافلاً للرئيس الصيني، إذ من المقرر أن يدشن السيسي وبينغ مشاريع اقتصادية عدة، بينها مشاريع في محور قناة السويس، والذي تعول عليه الحكومة المصرية لدفع عجلة الاقتصاد المتراجع، والمرحلة الأولى لتنفيذ العاصمة الإدارية الجديدة (شمال شرقي القاهرة) والتي يتبناها السيسي ضمن برنامجه الرئاسي، وتشمل مباني حكومية ومبنى جديداً للبرلمان المصري وأرضاً للمعارض بالإضافة إلى مساكن، كما تشمل مشاريع لتوليد الكهرباء ونقل. ومن المقرر أن يزور الرئيسان المصري والصيني مدينة الأقصر السياحية، حيث يشهدان إطلاق عام الثقافة المصرية– الصينية، وتشمل معرضاً تشكيلياً مصريا صينياً في المدينة التاريخية، وتنظيم زيارات متبادلة لفناني البلدين، في إطار احتفالات البلدين بمرور 60 عاماً على تدشين العلاقات الديبلوماسية بينهما. ومن المقرر أن يعقد السيسي وبينغ لقاء قمة في قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة، ستركز في الشق السياسي على مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون في جهود نزع فتيل الأزمات في بلدان المنطقة، لا سيما في سورية وليبيا واليمن، يعقبها اجتماع يحضره وفدا البلدين يناقش التعاون الاقتصادي. وقالت الحكومة المصرية في بيان، إنها تجري استعدادات نهائية لزيارة الرئيس الصيني، وإعداد اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات النقل والكهرباء والإسكان والزراعة. وأوضح البيان أنه يأتي في مقدم هذه المشاريع إنشاء قطار كهربائي لنقل الركاب، ومشروع قطار آخر لنقل البضائع، إلى جانب مشروع إنتاج 130 عربة قطارات بكلفة إجمالية قدرها بليون ونصف بليون دولار. كما تشمل المشاريع أيضاً تطوير أرصفة ميناء الإسكندرية، ومشروع محطة جبل عتاقة لتخزين الطاقة الكهربائية، بإجمالي كلفة قدرها بليونان و300 مليون دولار، فضلاً عن إقامة محطتين لإنتاج الكهرباء باستخدام الفحم. وأشار الناطق باسم الحكومة حسام القاويش، إلى أنه سيتم اتفاق على تمويل إضافي لمشروع تطوير شبكة نقل الكهرباء، وإقامة مركز نموذجي لتدوير المخلفات الزراعية، وإنتاج الأسمدة العضوية، والتعاون في تنفيذ المرحلة الأولى للعاصمة الإدارية، ومشروع صرف صحي في 260 قرية. ويبلغ حجم التجارة البينية بين مصر والصين حوالى 12 بليون دولار، منها حوالى 11 بليوناً واردات مصرية، وبليون دولار فقط صادرات مصرية إلى الصين، وفق تقديرات لجنة تنمية العلاقات مع الصين بجمعية رجال الأعمال المصريين. واستبقت وزيرة التعاون الدولي سحر نصر زيارة الرئيس الصيني إلى القاهرة بزيارة إلى بكين أمس عرضت خلالها على جهات التمويل الصينية تنفيذ عدد من المشاريع التنموية في مصر. وأوضحت نصر في بيان، أن أبرز المشاريع التي تم عرضها في قطاعات إنشاء الطرق والكباري، والطاقة والشبكات الكهربائية وشبكات الصرف الصحي ومشاريع الاستصلاح الزراعي. ونقل البيان عن رئيس البنك الآسيوي للاستثمار جين لي تشون، تأكيده أن البنك حريص على دعم الحكومة المصرية لتنفيذ برنامجها الطموح، خصوصا أنها تتمتع بموقع استراتيجي مهم يجعلها جزءاً من القارة الآسيوية، موضحاً أن تبادل الخبرات مع مصر سيساعد البنك بصورة كبيرة على صياغة محفظة تعاون متنوعة لمساندة الدول النامية، بخاصة لما تتمتع به مصر من خبرات طويلة في مجال التعاون مع المؤسسات التمويلية. وأشار رئيس البنك إلى ضرورة الانتهاء بشكل فوري من إجراءات التصديق الخاصة بانضمام مصر إلى البنك حتى يتسنى لها الاستفادة من عملياته. واستنفرت مدينة الأقصر السياحية لاستقبال الرئيسين السيسي وبينغ، وتأمل الأوساط السياحية في الأقصر بالإفادة من زيارة الرئيس الصيني لتحقيق مزيد من التعاون السياحي بين البلدين، وجذب مزيد من السياح إلى مصر، أملاً في الخروج من حالة التراجع السياحي في البلاد. ولفت رئيس غرفة وكالات وشركات السفر والسياحة في الأقصر رمضان حجاجي الى «أهمية تلبية احتياجات السائح الصيني والإسراع في العمل على الفوز بنصيب وافر من هذا النوع من السياحة بزيادة أعداد الدارسين للغة الصينية، بجانب اللغات الآسيوية، مع زيادة المحتوى الذي يعرف بتاريخ هذه الشعوب في المناهج الدراسية المصرية ودراسة ثقافة هذه الشعوب، فإذا حضر السائح ووجدَنا نعرف بعض ثقافته ولغته ووجد لدينا ما يبهجه فقد يأتي مرات عديدة وليس مرة واحدة».