بعدما قدّمت الممثلة اللبنانية ريتا برصونا باكورة أعمالها في كتابة السيناريو في مسلسل «الحب الممنوع» بدأت بكتابة مسلسلها الثاني «ذكرى» الذي يدور حول «ذكرى معينة تعود لتغيّر مصير شخصيات كثيرة». وتكتفي برصونا بهذا التوضيح ليس لأنّها لا تريد كشف أسرار بل لأنّها بكل بساطة، حين تكتب، لا تعرف إلى أين ستقودها الشخصيات: «لا أخطط مسبقاً مصير الشخصيات ومسارها بل أبدأ بفكرة معينة ربما تقودني إلى أخرى مختلفة تماماً عمّا كنت أرغب به». أمّا عن الأصداء حول تطرّق السيناريو إلى موضوع منح الأم جنسيتها لطفلها، فلا تنفي أنّها فكّرت بالأمر «وهو وارد من حيث المبدأ، لكنني لم أكتبه بعد وبالتالي قد يتغيّر مسار الأحداث فيفرض عدم التطرّق إلى موضوع الجنسية». هل خطر في بالها هذا الموضوع لأنّها عانت شخصياً من عدم قدرتها على منح طفلها جنسيتها اللبنانية بما أنّ والده أميركي؟ تجيب: «قد يكون هذا أحد الأمور بخاصّة أنني فهمت بالضبط ما يعني أن أضطر مثلاً إلى تقديم طلب إقامة لطفلي في حال قررت البقاء للعيش في لبنان». وتضيف: «أشعر بالحرقة على الأمهات اللواتي يسعين للمطالبة بقانون يعطيهن حقهن، أنا سأسافر بعد فترة وجيزة للعيش في أميركا، ولكن ماذا ستفعل اللواتي يضطررن للبقاء في لبنان؟». الكتابة عند ريتا برصونا تأخذ وقتاً طويلاً، فعلى حد تعبيرها، هي لا تتعاطى معها كمهنة بل كتسلية تلجأ إليها في أوقات فراغها. وعلى رغم الاعتقاد أنّ الكتابة في مراحل متقطّعة تلعب دوراً سلبياً ضد الكاتب لأنّه يكون قد نسي تركيبة شخصياته ومسارها وطريقة كلامها، بخاصّة إن كان الأمر يطول لفترة تمتد خمس سنوات كما حصل مع مسلسل «الحب الممنوع»، تؤكّد برصونا أنّ الأمر ينعكس إيجاباً عليها: «كنت أحياناً أتوقّف عن الكتابة سبعة أشهر أكون خلالها منغمسة في تصوير عمل ما، ثمّ أعود لأقرأ كلّ ما كتبت فأكمل من حيث توقّفت، مع فارق أنّ أحداثاً جديدة وعناصر مشوِّقة تخطر في بالي بعد هذا الابتعاد». سيناريو «الحب الممنوع» لاقى استحساناً اعتبره البعض نقلة نوعية في السيناريوات اللبنانية وظنّه البعض الآخر نتيجة تعاونٍ بين أكثر من كاتب لحبكته وغناه بالأحداث وتميّزه بالشخصيات المبنية بدقّة، لذلك كان لا بد من السؤال: هل كتبتِ هذا العمل لوحدك من دون استشارة أحد أو عرضه على أحد؟ تفرح برصونا بالسؤال لأنّها تعتبره إطراء واعترافاً بتميّزه وتقول: «نعم كتبته لوحدي، ولكن بالطبع كنت أستشير بعض الأشخاص في قضايا محدّدة مثل المواضيع الطبّية أو الأصول القانونية... ولا أنكر أنّني كنت أعرض النص خلال فترة الكتابة على أشخاص أثق بآرائهم مثل الكاتب شكري أنيس فاخوري والكاتبة منى طايع». هل خافت برصونا من خوض تجربة الكتابة بخاصّة أنّ إمكان فشلها قد تعرّض مكانتها في مجال التمثيل إلى التزعزع؟ تجيب: «هذا تماماً ما فكّرت به حين قررت الكتابة، لذلك كان لا بدّ من التأكّد من كلّ خطوة أخطوها في هذا المجال لأنّني كنت أعرف أنني أقوم بمخاطرة كبيرة على الصعيد المهني، ولكن على رغم كلّ ذلك قررت المضي قُدُماً لأنني أحبّ الكتابة»، وتضيف: «كنت أضع نُصب عينيّ أنّ النقّاد والجمهور مستعدّون للهجوم على كلّ شخص ينتقل من مجال إلى آخر فيفشل فيه لأنّ جميعهم سيقولون له بصوتٍ واحد: «عُد إلى عملك واترك هذا الأمر لأصحاب الشأن»، ولكن ما يريحني هو أنني لا أرغب في امتهان الكتابة، وقد أتوقّف فجأة عن الكتابة وأكتفي بسيناريو واحد في حياتي». حين بدأت ريتا برصونا كتابة المسلسل قبل سنوات كان من المفترض أن يكون العمل من بطولتها وبيتر سمعان، ويمكن أن يُفهم سبب غيابها عن لعب دور البطولة لأنّ فترة بداية التصوير صادفت أثناء حملها بطفلها، ولكن لماذا غياب بيتر سمعان عن دوره؟ تجيب: «حين تمّ الاستعانة بنيكول سابا لتلعب دور البطولة رأى المنتج مروان حداد أنّ بيتر ليس الممثل المناسب ليشاركها البطولة...» عند السؤال إن كان بيتر سمعان بات محصوراً بأن يكون شريكاً في البطولة المطلقة مع ريتا برصونا فقط، تسارع إلى النفي موضحة أنّها كانت تراه في هذا الدور مع نيكول ولكن المنتج مروان حداد لم يفعل: «عادة أتّفق في الآراء مع مروان حداد لأنّنا نفهم كثيراً على بعضنا بعضاً، لكنني لم أتدخّل كثيراً في مسألة اختيار الممثلين واكتفيت بإبداء رأيي». وتضيف: «في كلّ الأحوال لقد لعب باسم مغنية دوره بشكل رائع وكان مناسباً جداً للدور». أمّا عن الانتقادات التي وُجِّهَت إلى مغنية لاعتباره غير مناسب للدور فتؤكّد برصونا أنّه لعب الدور كما كتبته وأعطاها النتيجة تماماً كما أرادتها.