مع بداية العام الجديد يستضيف مركز «تشكيل» في دبي، أول معرض في إطار «برنامج الممارسة النقدية» المصمَّم لدعم الفنانين الذين يقيمون في دولة الإمارات العربية المتحدة ويعملون فيها، وتعرض عفراء بن ظاهر سلسلة جديدة من أعمالها التي تسبر أغوارَ التصوير ضمن عوالم سوريالية وتركيبية، من 21 الجاري وحتى 3 آذار (مارس) المقبل، تحت عنوان «ترانيم لنائم». وفي هذه السلسلة الجديدة تقدّم بن ظاهر صوراً تجسّد أشياء منزلية مألوفة في توليفة استثنائية، مثل المقاعد والسجاد والأشياء العادية المعدَّلة إلى جانب ببغاء، فتأخذ المصورة بساطة المعيشة المنزلية وتُضفي عليها بُعداً غامضاً لا يخلو من الرومانسية أحياناً. وتقول بن ظاهر: «ثمة حاجة إلى تركيب صور مستمدة من المعلومات التي تتسلل إلى أذهاننا من تجاربنا اليومية، سواء كان مصدرها الدروس والقراءات والأحلام والحوارات واللحظات والأشخاص والأشياء والذكريات». وتضيف: «لذا اخترتُ إعادة تركيب وتوثيق الأشياء والموضوعات واللحظات، ومعرفة كيفية أن يكون لكل صورة مغزاها. وبذلك تكون الصورة بمثابة وسيلة وسيطة لتجسيد أشياء مهملة وتخليدها أو ربما في طريقها نحو الاندثار». يُذكر أن «تشكيل» أطلقت «برنامج الممارسة النقدية» في 2014، وستكون عفراء بن ظاهر أول فنانة تقيم معرضاً فردياً في إطار البرنامج، وقد عملت مع فنان الأداء والمحاضر أندرو ستارنر الذي أشرف عليها طوال 12 شهراً الماضية، واليوم تتوّج بحوثها وأعمالها في معرض «ترانيم لنائم». وعن المجموعة الجديدة من أعمال عفراء، يقول أندرو ستارنر: «تشمل هذه السلسلة خلفيات ألوان الباستيل الوردية، والمنسوجات القطنية المزخرفة، وتصورات لمساحات داخلية مهجورة، لكنها ليست ناضبة. وفيها نشاهد الأشياء المنزلية معزولة، لكنها ليست وحيدة، والمساحة الرحبة في الصور الفوتوغرافية تبرز كل شيء فيها بحدّ ذاته». ويضيف: «في هذه الصور تتزاحم في عوالم عفراء بن ظاهر أجسام غريبة مجهولة الهوية، في العادة بسبب قناع من وجه الشخصية. هذه الممارسة الفوتوغرافية أقرب إلى الروحانية التي تحجب مثلما تكشف، وعمق كل صورة يتناقض مع مظهرها، والعكس بالعكس». ووفقاً لعفراء بن ظاهر، تحاول أحدث أعمالها الإجابة عن السؤال: هل ثمة أداء من دون أجسام حية؟ في هذه الصور قد لا تكون الإجابة «نعم»، غير أنها ليست «لا» بكل تأكيد. ويهدف «برنامج الممارسة النقدية» إلى تقديم دعم مستدام للفنانين في شكل تقييمات نقدية مستفيضة تساهم في تطوير ممارستهم ضمن بيئة قائمة على التجريب وتبادل الخبرات عبر التخصصات المختلفة، والحوار المتعدد الثقافات. وتتناغم الدورات، التي هي بمثابة برامج لإقامة الفنانين أو برامج دراسية، مع السياقات الاجتماعية والثقافية والسياسية الأصيلة في دبيوالإمارات وعموم بلدان الشرق الأوسط.