أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية أن القمة الخليجية التشاورية ال12 التي ستعقد في الرياض مطلع الشهر المقبل ستبحث في تطورات الأوضاع السياسية الراهنة في المنطقة إضافة إلى الملفات الداعمة لاستقرار الأوضاع في المنطقة وآلية تعزيز التعاون الخليجي المشترك بين الدول الأعضاء، بخاصة أنها تنعقد من دون جدول أعمال محدد وفقاً للتقاليد المتبعة في اللقاءات التشاورية، لافتاً إلى أن لدى دول الخليج رؤية موحدة تجاه الوضع في العراق. وأضاف العطية في تصريحات ل «الحياة» أمس: «ان الاجتماع التشاوري الذي سيعقده وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون يمثل فرصة سانحة لتبادل الرأي والمشورة بين الوزراء الأعضاء حول مجمل المسائل الأمنية إضافة إلى متابعة التقارير والمستجدات ذات العلاقة بالتعاون الأمني المشترك. معرباً عن اعتزازه بالدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز، انطلاقاً من القناعة بأهمية مجلس التعاون كمنظومة إقليمية مهمة في مختلف المجالات». وزاد: «ان جدول الأعمال سيكون مفتوحاً أمام وزراء الداخلية كونه يعتبر اجتماعاً تشاورياً، سيتم التركيز من خلاله على كل ما يتصل بالخطوات التي تم اتخاذها ومدى تنفيذها، وكذلك القرارات ذات العلاقة بمختلف جوانب التنسيق والتعاون الأمني بين دول المجلس». وأضاف: «من حسن الطالع أن ينعقد اجتماع الوزراء قبيل انعقاد القمة التشاورية الثانية لقادة دول المجلس في الرياض والتي ستبحث في إطار مسيرة التعاون المشترك والمجالات السياسية والقضايا ذات الاهتمام المشترك والقضايا السياسية». وأكد العطية أن القمة الخليجية ستشهد بلورة مواقف ورؤى دول المجلس تجاه القضايا المصيرية نظراً لخطورة التحديات الراهنة في ظل التطورات والتحديات الراهنة التي تواجه النظام الإقليمي العربي وأن قادة دول المجلس سيؤكدون مواقفهم الداعمة لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة. وحول ما تردد من أنباء عن مواجهة عسكرية بين الغرب وإيران وأثرها في منطقة الخليج أمنياً قال العطية: «في الواقع ان أية مناورات عسكرية من جانب أي جهة، مرفوضة، وان أي عمل عسكري لا يمكن أن يخدم السلم والأمن والاستقرار في المنطقة»، لافتاً إلى أن بعض دول الخليج العربي تربطها اتفاقات أمنية بإيران وليست اتفاقات ذات طابع عسكري، مؤكداً أن دول المجلس تتعامل دوماً مع الأوضاع في المنطقة بكل شفافية ووضوح وبخطوات ممنهجة تستهدف تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الخليج العربي. وبشأن التصعيد الأخير الذي تردد حول مساواة الاحتلال الإيراني لجزر الإمارات باحتلال الأراضي الفلسطينية، شدد العطية على أنه لن تزول صفة الاحتلال الراهنة لجزر دولة الامارات العربية المتحدة الثلاث إلا بالتوصل لحل الخلاف اما من خلال التفاوض السلمي أو باللجوء إلى التحكيم الدولي. وبخصوص التدخلات الإيرانية في العراق قال: «ان مجلس التعاون يتابع باستمرار تطورات الأوضاع في العراق الشقيق ويوليها رؤية جماعية خاصة تأخذ في الاعتبار مصلحة الشعب العراقي في ظل واقعية سياسية لا تتجاهل حقوق دول الجوار، وفي الوقت ذاته فان دول المجلس تؤكد دوماً دعم الشعب العراقي الشقيق من أجل تكريس وحدته الوطنية من دون تدخل من أي طرف في شؤون العراق الداخلية، وتتطلع إلى أن يتوافق العراقيون على وحدة القرار والرؤية وعلى سرعة تشكيل حكومة الإجماع الوطني»، الأمر الذي ينسجم مع رؤية دول المجلس الثابتة، وزاد: «نأمل من مختلف القوى السياسية العراقية العمل من أجل تضييق الهوة لتجنب التشديد على النظرة الضيقة والتركيز على التعايش وتعزيز روح المواطنة والمصلحة الجماعية لتمهيد الطريق لبناء عراق حر ومستقر ومتسامح والتأكيد على أن أي تدخل في الشأن الداخلي العراقي يجب أن ينتهي حالاً».