قال سفير المملكة في النروج عصام عابد ل«الحياة»: «إن ملك الحزم سلمان بن عبدالعزيز أراد أن يغذي مفاصل الدولة بدماء شابة، فبدأ بساعديه؛ ولي العهد، وولي ولي العهد، مروراً بوزراء، وسفراء، وكبار مسؤولي الدولة، إذ أرادها نخبة من الكوادر الشابة الواعية المثقفة، والتي أثبتت خلال عامٍ ثراء التجربة على رغم حساسية الفترة والمرحلة». وأضاف عابد: «لو ألقينا نظرة سريعة على أعمال وإنجازات القيادات الشابة وما حققته على كل الأصعدة لوجدنا من الناحية الأمنية ولي العهد صمام الأمن والأمان في دولة واجهت تحديات الإرهاب. واقتصادياً فذاك ولي ولي العهد صاحب القرارات الجريئة المدروسة بعناية، معتمداً على قيادات شابة أخرى، لنرى قفزات اقتصادية جبارة على رغم الكساد العالمي، أما من الناحية السياسية فهذا وزير الخارجية وحراكه الدائم، هدوء مستمد من قوة جبارة خلفه ظلها سلمان العزم، وقس على ذلك قيادات شابة في كل مفصل من مفاصل القرار». مردفاً «إن القيادة الشابة أثبتت عزمها على إثبات وجودها شامخة عالية في بحر متلاطم من التحديات». وأوضح سفير المملكة في النروج أن «تلك التجربة أثبتت قدراتها وفعاليتها لرسم مستقبل جديد للمملكة، فرأينا ما تحقق على المدى القصير من إنجازات مبهرة، وهنا أجزم بأن هذه التجربة ستثبت فعاليتها. نحن نعيش الآن في زمن المتغيرات السريعة والمتلاحقة، فلم تعد النظريات التقليدية في الإدارة والرؤى المتأنية التي عاشت عليها سياسات الدول سنوات طويلة تجدي في هذا العصر، عصر المتلاحقات. نحن نريد هذا النوع من تغيير النمط التقليدي، مع إرساء قواعد صلبة راسخة تتماشى مع متطلبات المرحلة، وكانت من حكمة سلمان العزم أن تعطى الفرصة لتلك القيادات الشابة». من جهته، أكد الكاتب والمفكر السياسي الدكتور تركي الحمد ل«الحياة» أن «ضخ الدماء الشابة يعتبر خطوة تاريخية، إذ إن السعودية في ال21 تختلف عن السعودية في بدايات القرن ال20 وال19. وقال الحمد: «حين نعلم أن 70 في المئة من التركيبة السكانية السعودية هم من الشباب، فلا بد للقيادة أن تتفهم هذه التركيبة وتكون في تواصل معها، وهذا لا يعني التقليل من شأن الكبار، ولكنه ضرورة تاريخية حتمية بين الأجيال». من جانب آخر، أكد عضو مجلس الشورى سابقاً الدكتور نجيب الزامل ل«الحياة» أنه «وقت الشباب، فهم القاطرة، وما حدث في عهد الملك سلمان يعتبر قراراً مفصلياً تاريخياً لم يحدث من قبل في السعودية». فمع هذا التجديد والتغيير الذي أحدثه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان تم «ضخ الدماء الشابة في جميع مفاصل الدولة». بدوره، أكد عضو مجلس الشورى السابق حمد القاضي ل«الحياة» أن «ضخ الدماء الشابة في مفاصل الدولة هو من سنة التغيير»، مضيفاً «كلما كان التغيير إلى الأفضل كانت النتائج أجود»، مبيناً «أنه في عهد الملك سلمان بدا التغيير واضحاً في إدخال الكفاءات الشابة في مفاصل الجهاز الحكومي، بداية من المناصب القيادية، وفي مقدمها ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وما بعده من مراكز أخرى، سواء في الهيئات أم الوزارات أم الأجهزة كافة. وأضاف القاضي أن «التغيير بدا واضحاً وجلياً ومثمراً في القطاعات كافة بعد القرارات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين، وخصوصاً تركيزه على الشباب»، مؤكداً أن «الأمر ما يزال في بدايته، لكن هذه البداية تعتبر بداية مبشرة في دورة الحراك الحكومي، واستخدام التقنية، والتيسير على الشعب».