غابت قضية الشرق الاوسط والنفط عن المناظرة بين زعماء الاحزاب البريطانية الرئيسية الثلاثة المخصصة للسياسة الخارجية واقتصرت على ذكر ايران والارهاب والحديث عن اليمن والصومال وتنظيم «القاعدة» فقط مع الاشارة الى العراق عرضاً مع تأكيد رئيس الحكومة غوردون براون على ان تحديث الغواصات النووية يستهدف درء الخطرين الايراني والكوري الشمالي. وعلى مدى نصف ساعة ليل الخميس - الجمعة، خُصصت للاسئلة والاجوبة عن افغانستان واوروبا والهجرة الى اوروبا والارهاب والعلاقة مع الولاياتالمتحدة، تبارى الطامحون الى تسلم رئاسة الحكومة، زعماء حزب العمال غوردون براون وحزب المحافظين ديفيد كاميرون وحزب الليبيراليين الديموقراطيين نيك كليغ، في عرض مواقف احزابهم التي جاءت على نحو متشابه تقريباً مع فروقات بسيطة الا في مسألة اوروبا. وعكس كاميرون انعزالية حزب المحافظين ورغبتهم في تأكيد العلاقة مع الاميركيين على العلاقات مع اوروبا، في حين شدد كليغ على سياسة حزبه في عدم القبول حكماً بكل ما «تأمر به الولاياتالمتحدة». لكن براون كان اكثر توازناً اذ هاجم «طفولة الاثنين» في السياسة الخارجية واتهمهما بالرياء، قائلاً ان المحافظين يرفضون الروابط مع اوروبا ويرفض الليبيراليون الروابط مع الولاياتالمتحدة في حين ان مصالح بريطانيا واقتصادها تستدعي علاقات وثيقة مع بروكسل وواشنطن. واتفق الثلاثة على ان الوجود العسكري البريطاني في افغانستان ضروري لحماية بلادهم من ذيول الارهاب «على خلاف المشاركة البريطانية في غزو العراق»، كما قال زعيم االيبيراليين الذي شدد على انه «قد يفكر» قبل الموافقة على ارسال قوات للاشتراك في عمل عسكري في العالم. وتوافق كاميرون مع براون على اهمية الدور العسكري البريطاني في العالم، لكن زعيم العمال شدد على ان سياسته تؤكد ضرورة لعب دور عسكري في المناطق التي يمكن ان تمس المصالح البريطانية خصوصاً حيث ينمو تنظيم «القاعدة» كما في اليمن والصومال. وما لفت النظر اشارة براون الى القلق من التسلح الايراني النووي، قائلاً ان الغاء تحديث الغواصات النووية «ترايدنت» اجراء «غير سليم في ضوء الاخطار التي قد تمثلها ايران نووية وكوريا الشمالية». ويُعارض الليبيراليون اي عمل عسكري ضد ايران ويطالبون بضغوط ديبلوماسية واقتصادية عليها في حين لا يمانع المحافظون ابداً بل يؤيدون المبدأ «بعد استنزاف المحاولات كافة لاقناع طهران بالتخلي عن مشروعها النووي العسكري» كما يفيد برنامج الحزب. ولم تُسجل في المناظرة اي اشارة الى الصراع العربي - الاسرائيلي او الى التحذيرات من ان عدم ايجاد حل في المنطقة يؤدي الى تشجيع المتطرفين و»القاعدة» والارهاب، وقد يُهدد امدادات النفط الى الغرب وقد يقود الى زعزعة الاقتصاد الدولي. يُشار الى ان مواقف الزعماء الثلاثة متساوية تقريباً في تأييد اسرائيل علماً ان براون كان شدد امام تجمع النواب اليهود في مجلس العموم السابق تأييده المطلق لاسرائيل. ومع ان الصحف الموالية لحزب المحافظين ذكرت ان والدة نيك كليغ يهودية الا ان برنامج الحزب يركز على اهمية حل الصراع وفق مبدأ الدولتين، الاسرائيلية والفلسطينية، وعلى اساس التفاوض المباشر بين الطرفين برعاية دولية لاقرار حل يرتكز على كيفية توزيع الاراضي المحتلة في حرب 1967. ويشدد المحافظون على ضرورة ابقاء منطقة الشرق الاوسط خالية من الاسلحة النووية من دون الاشارة الى تملك اسرائيل ترسانة ذرية. واعطت استطلاعات الرأي، التي تم بثها بعد المناظرة مباشرة نسب تأييد متساوية تقريباً للزعماء الثلاثة وان كانت هجمات براون وكاميرون على كليغ اوقفت تقدمه في عيون الناخبين الذي ظهر في مناظرة الاسبوع الماضي، لكن شعبيته لا تزال كافية لابقائه في السباق. يُشار الى ان 4.5 مليون مشاهد حضروا المناظرة الثانية مقابل 9.5 مليون للاولى في حين فضل حوالى 4 ملايين حضور مباراة ليفربول - اتلاتيكو في الدوري الاوروبي على الاستماع للسياسيين.