بعد وقت قليل من وصول المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل الى اسرائيل، أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو موقفه من المطالب الاميركية في شأن استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وقال: «لن يكون هناك تجميد (للاستيطان) في القدس، واوضحت ذلك منذ لقائي الاول مع الرئيس (باراك) اوباما قبل عام، وكررته في كل اللقاءات والمحافل الدولية». وشدد على ان «العثرة في طريق استئناف المفاوضات هي الشروط المسبقة التي وضعها الفلسطينيون الذين تسلقوا على شجرة عالية، ويبدو انهم سينزلون منها قريباَ». وميّز بين الاحياء الاستيطانية التي اقامتها اسرائيل منذ احتلال القدس «التي ستبقى مع اسرائيل في اي تسوية»، وبين الاحياء الفلسطينية «التي هي موضع تفاوض ضمن القضايا النهائية»، مكرراً ان «القدس خط احمر» بالنسبة الى اسرائيل. وقال نتانياهو، في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي، ان «ثمة خلافات مع الولاياتالمتحدة، لكن النشر حولها مبالغ فيه. لا نتفق على كل شيء... لكن الحديث عن قائمة مطالب طويلة ليس صحيحا». وتابع ان «العلاقات مع الادارات الاميركية شهدت دائما مدا وجزرا، لكننا في نهاية الامر نتغلب على المشاكل»، مضيفا ان الجمهور الاميركي «يدعم اسرائيل، وفي نهاية المطاف، يعكس الرئيس الاميركي هذا الدعم على نحو يساعد على التغلب على الخلافات». وفي الموضوع السوري - اللبناني، قال نتانياهو ان «اسرائيل لا تستعد لأي حرب، بل تريد السلام، لكن ايران تنبش بشكل مباشر وغير مباشر، وتحاول اقناع سورية بأن اسرائيل تستعد لشن هجوم عليها، وهذا كذب، واحيانا تكرار الكذب يؤدي الى ان يصدقه سذج». ورفض تأكيد الانباء عن نقل صواريخ «سكود» من سورية الى «حزب الله» او نفيها، لكنه قال ان «وسائل قتالية واسلحة ايرانية وسورية تنقل باستمرار الى الحزب عن طريق سورية، وهذا خرق سافر للقرار 1701». وكانت أوساط قريبة من نتانياهو ابلغت الاذاعة الاسرائيلية أن الأخير ابلغ الادارة الاميركية انه قرر التجاوب مع عشرة مطالب أميركية، في مقدمها إطلاق أسرى وإزالة حواجز عسكرية وإتاحة نقل بضائع إلى الضفة الغربية، لكنه يرفض وقف الاستيطان في القدس، مشيرة الى ان اسرائيل لن تبني في قلب الأحياء العربية في القدسالمحتلة، وستبقي على «الوضع القائم». في غضون ذلك، سقط صاروخان امس في الاردن قرب الحدود مع اسرائيل، أصاب احدهما مستودع تبريد شمال مدينة العقبة، فيما سقط الثاني في المياه الاقليمية الاردنية في البحر الاحمر. واكد رئيس الوزراء الاردني وزير الدفاع سمير الرفاعي لوكالة «فرانس برس» ان «الاردن متأكد 100 في المئة وبشكل قاطع من ان الصاروخ ... لم ينطلق من الاراضي الاردنية وانما سقط فيها من خارج الحدود». ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية عن مسؤول مصري قوله إنه «لم يتم رصد أي انفجارات على الجانب المصري، كما لم يشاهد خروج أي قذائف من داخل الأراضي المصرية تجاه العقبة». من جانبه، اكد الجيش الاسرائيلي رصد انفجارات في الاراضي الاردنية، من دون العثور على شظايا الصواريخ في اسرائيل.