تتجه الأنظار إلى الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية العرب، اليوم في القاهرة، بعد أن أسدل الستار على الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي في الرياض أمس، وانتقلت العيون إلى العاصمة المصرية، مرتقبة سؤالاً واحداً: ما المنتظر من اللقاء الوزاري العربي؟ مراقبون ومحللون أكدوا ل«الحياة» أن الجامعة العربية أمام فرصة للخروج بصيغة موحدة للوقوف أمام الاعتداءات الإيرانية، متفقين على أن الموقف يجب أن يشدد على لاءات ثلاثة؛ تبدأ بالطائفية، وتمر بالإرهاب، وتنتهي بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. (للمزيد). وفي الوقت الذي أكد فيه المحلل السياسي عبدالوهاب بدر خان أنه لم يعد هناك مجال أمام دول الجامعة العربية للتهرب من حقيقة أن هناك مشكلة مع إيران وصراعاً مع سياساتها العدوانية، قال المحلل السياسي خالد الدخيل: إنها ستكون مفاجأة سعيدة بالنسبة لي لو خرجت الجامعة بقرار موحد ضد إيران، مستدركاً: «هناك قائمة من اللاءات، من بينها: لا لدعم الميليشيات في الوطن العربي»، في حين أكد مدير قناة العرب جمال خاشقجي أن هناك عملاً كبيراً للدبلوماسية السعودية اليوم لتحقيق مبتغاها، مشدداً على أن الأمن القومي العربي بات مهدداً أكثر من أي وقت مضى. وقال خان: «سياسات إيران العدوانية أسهمت في تخريب عدد من الدول العربية. لذلك يفترض أن تخرج الجامعة اليوم بموقف قوي وموحد وأن تطلق رسالة واضحة إلى إيران، ليس فقط بالتضامن مع السعودية ودول الخليج، بل خصوصاً في ما يتعلق بالملفات الساخنة من سورية إلى اليمن، ومن العراق إلى البحرين ولبنان، إضافة إلى فلسطين. ومهما تعددت الآراء فإن أي مواقف عربية مائعة تتخذها الجامعة لن تكون رسالة خاطئة فحسب، بل إشارة مشجعة لإيران كي تتمادى أكثر فأكثر في عبثها». ووصف خاشقجي اجتماع اليوم ب«اللحظة الفارقة»، قائلاً: «هذه لحظة لا تحتمل مواقف رمادية؟ من هي الدولة الإسلامية التي من الممكن أن تتساهل مع تدخلات سياسية وعسكرية في العالم العربي؟ السعودية اليوم تريد من الآخرين أن يوافقوها على ذلك؟ أما إلى أي مدى سوف تصر السعودية على تحقيق هذه المواقف فهذا متروك للدبلوماسية؟ ويرى الدخيل أن ما تقوم به إيران تهديد للدول على المستوى السياسي والاستراتيجي وتهديد لعروبة المنطقة على الصعيد الثقافي والتاريخي والهوية، ويقول: «العالم العربي منقسم، والمطلوب موقف عربي واحد متماسك، فالمنطقة تمر بتهديد خطر، والعالم العربي وشعوبه مهددون، والأخطر من ذلك أن دعم إيران للميليشيات تهديد لمفهوم الدولة، ففكرة الميليشيا نقيض للدولة وتمهيد لنشر الفوضى، وهذا ما تريده طهران».