دانت دول مجلس التعاون الخليجي بشدة اليوم (السبت) الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، معربة عن "تأييدها الكامل" للمملكة في الأزمة القائمة بينها وبين طهران حالياً، مهددة بمزيد من الإجراءات ضد إيران في حال لم تعدل سياساتها. وأكد مجلس التعاون الخليجي، في بيان صدر في ختام اجتماع استثنائي لوزراء خارجية دول المجلس الست في الرياض اليوم "إدانته الشديدة ورفضه القاطع للاعتداء على سفارة السعودية في طهران وعلى قنصلية المملكة في مدينة مشهد الإيرانية"، واستنكر "التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية للمملكة". واكدت دول مجلس التعاون "تأييدها للقرارات والإجراءات التي اتخذتها السعودية لمحاربة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة، وملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية ومثيري الفتن وتقديمهم للقضاء"، مشيدة "بكفاءة السلطة القضائية في المملكة واستقلالها ونزاهتها". وفي 3 كانون الثاني (يناير) قطعت الرياض العلاقات الديبلوماسية مع طهران وتلتها من بين دول الخليج البحرين، فيما استدعت الإمارات سفيرها في طهران وخفضت تمثيلها الديبلوماسي في ايران، واستدعت الكويت أيضاً سفيرها في إيران، بينما نددت قطر وعمان بالهجمات على البعثتين الديبلوماسيتين السعوديتين. وهددت دول مجلس التعاون الخليجي في بيانها اليوم بأنها "ستتخذ المزيد من الإجراءات المناسبة للتصدي للاعتداءات الإيرانية". وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي عقدوا اجتماعاً استثنائياً في مطار قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض اليوم، برئاسة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير. وقال الجبير خلال الاجتماع إن "المملكة نجحت في إدانة إيران في مجلس الأمن"، مؤكداً أن "طهران هي من بدأت بالتصعيد ضد السعودية، ونحن نتخذ الإجراءات المناسبة بناء على ذلك، وهي دأبت على التدخل في شؤون دول الجوار". وأضاف أن "الكرة الآن في ملعبها وعليها أن تحدد طبيعة سياستها مع دول الجوار"، مشيراً إلى أنها "ارتكبت جرائم ضد المملكة، ودفعت بأجندة طائفية منذ انطلاق الثورة في العام 1979". وشدد الجبير على أنه "إذا كانت إيران دولة فيجب أن تتصرف بطريقة عقلانية، وعليها ان تتخذ قراراً الآن، إما أن تكون دولة أو تكون ثورة". وأوضح أن "طهران لعبت دوراً سلبياً للغاية في سورية واليمن"، لافتاً إلى أنها "أرسلت الحرس الثوري لدعم بشار الأسد، وقدمت الدعم لميليشيات الحوثي في اليمن". وأكد تصميم المملكة على دعم الحكومة الشرعية في اليمن حتى تستعيد كامل سلطاتها. من جهته قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني إن وزراء خارجية المجلس اتفقوا على وضع آلية لمواجهة التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، مؤكداً استنكار المجلس للتدخلات الإيرانية السافرة في شؤون المملكة الداخلية. وأشار إلى أن المجلس يشيد بنزاهة القضاء في المملكة ويؤيد إجراءاتها كافة في مواجهة الاعتداءات الإيرانية.