كشف عدادون مشاركون في عملية التعداد العام لسكان السعودية، الذي يبدأ الثلثاء المقبل عن مشكلات عدة تعترضهم، يأتي في مقدمتها إخفاء بعض المواطنين بعض المعلومات، معتقدين أنها من الخصوصيات التي لا ينبغي لأحد أن يطلع عليها، إضافةً إلى عدم وجود بعض الأحياء أصلاً في عملية الترقيم الرئيسة، مؤكدين أن هذه المشكلات يمكن أن تؤخر أو تضعف من نجاح المشروع، وإيصاله إلى درجة النجاح المأمولة، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة تكثيف التوعية الإعلامية والنشرات الإرشادية وتوزيعها على عموم المواطنين قبل إطلاق الدورة بفترة كافية. وأكد العداد يحيى القحطاني ل«الحياة» أن أهم الصعوبات التي تواجه العدادين خلال فترة العد السكاني هو جهل بعض فئات المواطنين بدور التعداد وأهميته في خلق بيئة أفضل من النواحي كافة، مشيراً إلى أنه وعلى مدى عامين شارك فيهما في عمليات التعداد لاحظ أن كثيراً من السكان يحاولون إخفاء بعض المعلومات عن العداد، معتقدين أنها معلومات خاصة لا يحق للعداد الوصول إليها. ونبّه إلى أن بعض السكان، وخصوصاً تلك التي تقع في مناطق يصعب الوصول إليها لا يستجيبون لنداءات العداد وتكرره المستمر أمام منازلهم، ما يجعل أمر العودة مرةً أخرى في غاية الصعوبة، مما يؤثر بدوره على النتيجة النهائية للتعداد السكاني العام، موضحاً أن قياس التطور والنمو في مجالات الإنسان المختلفة يسهم في ربط خصائص الحالة الاجتماعية والاقتصادية للخروج بمؤشرات تعكس مدى الرفاهية التي يتمتع بها أفراد المجتمع. من جانبه، شدد العداد وليد الحربي على الدور الفاعل الذي تلعبه التوعية الإعلامية، وأهميتها من خلال الجانب التثقيفي للمواطن والمقيم، وإدراكه بأهمية التعداد، لافتاً إلى ضرورة إغراق السكان بدورات تثقيفية وتعريفية بأنواع التعداد مثلها مثل الدورات التأهيلية التي تمنح للعدادين وتستمر فترة طويلة يتم من خلالها تثقيفهم وتدريبهم على التعامل مع المواطن والساكن. ورفض الحربي تعميم فكرة تهرب بعض المواطنين خصوصاً في القرى والهجر من ذكر بعض المعلومات التي يعتبرونها من الخصوصيات، مؤكداً أنها توجد ولكنها في أحيان قليلة، لأن غالبية الأسر وصلت إلى مرحلة جيدة من التعليم، وتعي وتدرك أهمية التعداد السكاني المفيد للبلد عموماً. لافتاً إلى أن من المشكلات الواجب التركيز عليها مشكلة وجود بعض الأحياء التي لم تدخل أصلاً في عملية الترقيم من الأساس. وهي مشكلة جديرة بالبحث والاهتمام ومن ثم المعالجة. بدوره، اعتبر المشرف العام للتعداد في منطقة مكةالمكرمة إبراهيم الحميزي المعلومات التي يتم الإدلاء بها في غاية الأهمية للمخططين وأصحاب القرار المعنيين بتوفير البنى التحتية والخدمات العامة المستقبلية وتعزيزها، والتي من شأنها توفير حياة أفضل لمجتمع أكثر تقدماً. مشيراً إلى أن التعداد العام للسكان والمساكن يهدف إلى توفير بيانات إحصائية ديموجرافية واجتماعية واقتصادية حديثة تسهم في تقويم مسيرة التنمية في العقد الماضي وتشخيص الواقع واستشراف آفاق المستقبل. وعن المشكلات التي تواجه العدادين، ذكر الحميزي بعض المشكلات التي تواجههم ولكنها ليست بالصعبة أو الحرجة، لافتاً إلى أن هناك دورات مكثفة يتم من خلالها تدريب العدادين لتلافي مثل هذه المشكلات، موضحاً أن العداد يتلقى خلال التدريبات الفوائد والأخطاء التي جمعت من خلال مراحل التعداد السابقة، إضافةً إلى شرح كيفية تعبئة استبيان الاستمارات الخاصة بالتعداد وأسلوب الحصر ومكونات ومحتويات استمارة التعداد إلى جانب تعريفهم بأسلوب التعامل مع الأسر وأسلوب العمل الميداني وطبيعته ونوعيته.