قد يستغرب القارئ هذا العنوان، وقد يسأل نفسه ما هي علاقة الإرهاب بالمخدرات؟ والإجابة على ذلك أن كلاهما مرض وآفة، ويتسببان في إزالة العقل الذي هو أكبر نعمة أنعمها الله علينا، إذ إنه أكرمنا وفضلنا على كثير ممن خلق. والمخدرات آفة ومرض يصيب العقل وربما أزاله بالكلية حتى يصبح المتعاطي كالأنعام بل هو أضل، لأن الأنعام غير مكلفة بشيء، أما الإنسان فهو خلق مكلفاً بأمر عظيم يجب الإذعان له وهو عبادة المولى عز وجل كما قال تعالى «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون». وإذا مرض العقل بهذا الداء العظيم ألا وهو المخدرات فلا شك أن المهمة العظيمة التي من أجلها خلق قد تعطلت، فضلاً عن مصائب كثيرة وانتهاكات تتسلسل بعد فقد هذا العقل. والإرهاب أيضاً آفة ومرض خطر، إذ إنه يصيب العقل أو يزيله، إذا لم يأخذ الجميع بأيديهم الكل في محله، المدرس في مدرسته وأفراد الأسرة داخل بيتهم والإعلام بإعلامهم والدولة في إدارتهم، والإرهاب مصطلح حديث طبع على هذه الجماعة الضالة المنحرفة سواء سميت بالقاعدة أم جماعة التكفير، فهما وجهان لعملة واحدة، يجب على كل عاقل أن يدرك خطرهما على الفرد والمجتمع، وهاتان الآفتان الإرهاب والمخدرات أيضاً لهما علاقة في أنهما يتفشيان ويقصدان حديثي السن، لأن قادتهما يعلمون أنه إذا وصل عمر الإنسان قرابة الأربعين عاماً أصبح كامل العقل ومميزاً لا يستطيعون أن يرموا شباكهم عليه، وقد يسأل أحد ما بال قادة هؤلاء أعمارهم فوق ال40 عاماً؟ والإجابة هي أن هؤلاء القادة المنحرفين قد شربوا هذا الداء وهم دون الثلاثين، وإذا تفحصت الأمر بجدية تجد أن هذا هو الصواب، ومعلوم لكل عاقل أن من شبّ على شيء شاب عليه، وكفى دليلاً قول النبي عليه الصلاة والسلام «كل مولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه». وهو الذي أعطي جوامع الكلم بأن إذا كان الأب يستطيع أن يغيّر فطرة الله فمن باب أولى أن المجتمع أو صاحب السوء أيضاً يستطيع أن يغيّر فطرة الله التي فطر الناس عليها، لذلك يجب علينا جميعاً التكاتف والتعاضد على علاج هذين المرضين بحسب الاستطاعة، ومشكورة حكومة خادم الحرمين الشريفين بجهودها العظيمة واهتمامها بعلاج هذين المرضين الخطرين بأسلوب سليم لحماية عقول الشباب ممن تفشى فيهم المرض وممن لم تصل إليهم هاتان الآفتان بالأسلوب الوقائي، والوقاية خير من العلاج. [email protected]