كثف طيران التحالف أمس غاراته على مواقع مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم في محافظة تعز، بالتزامن مع سيطرة المقاومة وقوات الجيش الموالية للشرعية على مناطق جديدة. وامتدت غارات التحالف إلى مواقع الجماعة في مأرب وصعدة والضواحي الجنوبية والغربية لصنعاء. وأفادت مصادر المقاومة بأن الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، المتمركزة في جبل «أومان» واللواء 22، قصفت عشوائياً الأحياء السكنية في مدينة تعز بصواريخ «كاتيوشا» و «قذائف هاون» ما أدى إلى قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، في حين أغار طيران التحالف على تعزيزات للجماعة على الطريق العام في مدينة المخا (غرب تعز)، كما استهدف تجمعات ومخازن أسلحة، ما أدى الى مقتل 16 حوثياً. وطاولت أربع غارات إدارة أمن منطقة الجند التي يسيطر عليها الحوثيون، وسقط عدد منهم، كما دمِرت آليات للجماعة في منطقتي «الراهدة» و «الصلو» في ظل تصاعد المواجهات. سياسياً، أفادت الحكومة اليمنية أن الرئيس عبدربه منصور هادي التقى أمس في الرياض «الهيئة الاستشارية لمؤتمر حوار الرياض»، في حضور رئيسها عبدالعزيز جباري ونائبه ياسين مكاوي. وأضافت أن هادي «عرض للحاضرين المستجدات ميدانياً وسياسياً»، وقال إن «ميليشيات الانقلابيين الحوثيين هي التي فرضت الحرب وتمادت في محاولتها زعزعة أمن اليمن واستقراره واستقرار دول الجوار، تنفيذاً لأهداف دخيلة و(أجندة) قوى معروفة»، في إشارة إلى إيران. وأقر مكاوي في حديث الى «الحياة» (الحديث كاملاً) بوجود خلافات بين هادي ونائبه رئيس الوزراء خالد بحاح، مشيراً إلى أن «الوقت غير مناسب لمثل هذه الخلافات»، وأكد أن إعادة النظر في «أداء الحكومة الضعيف مسألة يجب تقبلها من دون تحسس، والعمل على سرعة معالجة ذلك». وطالب الحكومة بالعودة إلى عدن. من جهة أخرى أكد رئيس المجلس العسكري في تعز العميد الركن صادق سرحان أن قوات الجيش والمقاومة سيطرت على مناطق «الشمايتين وجبل الرصين وموزع والجحملية»، كما دحرت الحوثيين من مواقعهم في أحياء «المرور والزنقل» في مدينة تعز، خلال مواجهات قتل فيها 13 حوثياً. وقال المتحدث باسم الجيش والمقاومة الشعبية في الجوف حميد زايد عافية ل «الحياة» إن المقاومة والجيش يواصلان التقدم بدعم من قوات التحالف باتجاه مركز المحافظة. وأشار إلى أن التعزيزات العسكرية ستصل اليوم (الأربعاء) من منطقة صافر لدعم مقاومة الجوف. وقال أن المحافظة تمتاز بمساحة شاسعة، فهي ثانية أكبر المحافظات اليمنية، أي أنها «منطقة مكشوفة» يسهل فيها ضرب العدو واستهدافه بشكل مباشر. وفي صنعاء روى شهود أن قصف طيران التحالف استهدف منطقة جبل الريد في مديرية بني مطر، وطاول مواقع للحوثيين وقوات علي صالح في قرية بيت الأحمر وحصن عفاش في مديرية سنحان، مسقط رأس الرئيس السابق. إلى ذلك، تواصلت المواجهات بين الحوثيين وقوات الجيش غرب مأرب، في مديرية صرواح آخر معاقل الجماعة في المحافظة (شرق صنعاء). وأفادت مصادر المقاومة بأن طيران التحالف استهدف مناطق «المشجح وهيلان» بسلسلة غارات ودمر مخازن أسلحة وذخائر للجماعة. وبعد وصول دفعتين من قوات الجيش السوداني إلى مدينة عدن لمساندة التحالف، أكد الناطق باسم الجيش الوطني العميد سمير الحاج أن «مهمة القوات السودانية قتالية وليست أمنية»، مشيراً إلى أنها «مدربة على خوض حروب جبلية وستشارك في تحرير محافظتي تعز وإب». وكشف ترتيبات لوصول دفعة أخرى من القوات السودانية قوامها 6 آلاف جندي إلى ميناء عدن خلال الأيام المقبلة، كما توقع أن تصل قريباً قوات برية مغربية وأخرى مصرية، لتلتحق بالعمليات العسكرية لدول التحالف العربي.