تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما عدم دعم أي مرشح، ولو كان ديموقراطياً، يعارض تشديد قوانين استخدام الأسلحة النارية، متصدياً علناً لمنتقدي إجراءاته الأحادية التي أعلنها لفرض قيود على بيع الأسلحة النارية وشرائها، والتي تتسبب بمقتل حوالى 30 ألف شخص سنوياً في الولاياتالمتحدة، وغالبيتهم حالات انتحار. وشدد في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» وفي نقاش على محطة «سي إن إن» تضمّن أسئلة وجهها مالكو أسلحة، على ضرورة اعتماد إجراءاته الأحادية من دون المرور بالكونغرس، ما يطرح جدلاً. وقال: «فيما أواصل العمل لاتخاذ أي إجراء ممكن بصفتي رئيساً، سأتخذ أيضاً أي إجراء ممكن بصفتي مواطناً». وتابع: «لن أدعم حملة أي مرشح أو أصوت له، ولو كان من حزبي، إذا لم يدعم إصلاحاً لقوانين الأسلحة النارية يمليه المنطق». وتنطبق هذه المواصفات على السناتور الديموقراطي هايدي هايتكامب من داكوتا الشمالية، الذي صوّت عام 2013 ضد إصلاح قانون الأسلحة. ورد أوباما أيضاً بقوة على منتقديه الذين أعطوا «صورة مشوهة» بحسب قوله لموقفه، ويعتقدون خطأ أنه يريد إلغاء حق حمل السلاح وضبط الأسلحة النارية التي يقدر عددها ب350 مليوناً في الولاياتالمتحدة. وقال: «إنها مؤامرة، إذ لم يبقَ لي إلا عام في منصبي». وتابع: «لا تنسوا أنني رئيس منذ سبع سنوات ومبيعات الأسلحة لم تتأثر خلال هذه الفترة، لأنني أحسنت معاملة مصنعيها». لكنه تبنى موقفاً أكثر تشدداً من الجمعية الوطنية للبنادق (ناشيونال رايفل أسوسييشن)، اللوبي الأبرز للأسلحة. ووجه إليها انتقادات متكررة، آخرها حين رفضت المشاركة في النقاش الذي جرى قرب مقرها الرئيسي في فرجينيا. وكان الناطق باسم الجمعية أندرو ارولاناندم قال لمنظمي النقاش: «لا مبرر للمشاركة في استعراض للعلاقات العامة ينظمه البيت الأبيض». وكشف استطلاع لمحطة «سي إن إن»، عن أن 67 في المئة من الأميركيين يدعمون إجراءات أوباما التي تشمل زيادة في التدقيق في السوابق القضائية والنفسية للذين يشترون أسلحة، وتسجيل أسماء بائعي الأسلحة، في مقابل معارضة 32 في المئة. وأثارت إجراءات أوباما رداً حاداً من الجمهوريين، وفي مقدمهم المرشح الأوفر حظاً لنيل ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية البليونير دونالد ترامب، الذي قال إنه لو حمل سكان باريس أسلحة لمنعوا الاعتداءات التي أسفرت عن 130 قتيلاً في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وتبناها تنظيم «داعش». كما تعهد ترامب وضح حد، في حال انتخابه، للمناطق الخالية من السلاح. وقال «سأزيل المناطق الخالية من السلاح في المدارس والقواعد العسكرية، في اليوم الأول لي في الرئاسة». الى ذلك، بعث مرشح جمهوري آخر هو السناتور تيد كروز رسالة إلكترونية لمؤيديه تضمنت صورة لأوباما في زي عسكري وعلى رأسه خوذة، وكتب تحتها: «الرئيس يريد أسلحتكم». وعلق البيت الأبيض بأن الرسالة عمل «غير مسؤول يركز على قلق الناس ومخاوفهم بأمل كسب أصوات لحملته الانتخابية».