شهد «مهرجان الجزيرة الدولي السادس للأفلام التسجيلية» الذي يختتم أعماله مساء اليوم منافسة «ساخنة» بين 189 فيلماً قصيراً ومتوسطاً وطويلاً وفقاً لمسؤولين في شبكة «الجزيرة» الفضائية، وشارك في المهرجان عدد من الوجوه الفنية بينهم محمد صبحي ودريد لحام. وستعلن اليوم أسماء الأفلام الفائزة في المهرجان الذي كان تقدم للمنافسة فيه قبل بدء المهرجان ألف فيلم ثم اختيرت بعد ذلك الأفلام المشاركة التي نجحت في اجتياز الاختيار (189 فيلماً) من 94 دولة. ورأت مصادر المهرجان أن ميزته هذا العام تكمن في «ارتفاع نسبة الأفلام الطويلة المشاركة مقارنة بمهرجانات سابقة تسيدتها الأفلام المتوسطة والقصيرة، كما اتسم المهرجان الحالي بعرض الأفلام خارج موقع إقامته إذ لم يكتفِ المنظمون بعرض الأفلام داخل فندق شيراتون الدوحة بل عمموا التجربة على أماكن اخرى، ومنها سوق واقف، وهي سوق تاريخية تشكل موقعاً مهماً يرتاده المواطنون والمقيمون وغيرهم من السياح. كما عرضت أفلام في مجمع تجاري وفي مدينة الخور في شمال قطر. ويأتي ذلك في اطار السعي كما قال مصدر في المهرجان الى «تعميم ثقافة الفيلم التسجيلي»، كما شكل استمرار تجربة تخصيص جائزة تحت عنوان «أفق جديد» أحد المشاهد الإيجابية في المهرجان وهي تعنى بأفلام الطلاب والناشئين. ورأى رئيس مجلس ادارة شبكة «الجزيرة» الفضائية الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني الذي افتتح معرض الانتاج التلفزيوني الذي اقيم على هامش المهرجان أن الدورة الحالية لمهرجان الأفلام تشكل «نقلة نوعية للمهرجان وتدعم مكانته على الساحة العالمية من خلال عدد كبير من الأفلام التي عرضت خلال أيام المهرجان الأربعة». وبينما قال الشيخ حمد إن المهرجان يركز على تشجيع الشباب على خوض تجربة العمل الوثائقي أشار الى ان عرض أفلام المهرجان خارج موقع عقده في الدوحة (في سوق واقف التاريخي السياحي) يهدف الى تشجيع شرائح المجتمع على متابعة فعاليات المهرجان، وقال إن عدد المشاركين دليل على نجاح المهرجان الذي دخل في اطار المهرجانات العالمية. واعتبر الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام الشيخ جبر بن يوسف آل ثاني أن المهرجان «يمثل تظاهرة سينمائية تسجيلية رائعة». وقال إن شعار الحرية الذي يرفعه المهرجان يجدد التأكيد على أهمية الحرية الإعلامية وان الإعلام من دون حرية لا يمكن أن يكون اعلاماً. وأكد وزير الثقافة والفنون والتراث الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري أن مهرجان «الجزيرة» للأفلام يشكل اضافة كبيرة لاحتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية لعام 2010 التي تشهدها الدوحة حالياً، مشيراً الى مشاركة مبدعين من دول عدة ويشمل ذلك روسيا والصين. ولفت مدير عام شبكة «الجزيرة» وضاح خنفر الى «أن المهرجان يحتفي بالحرية والكلمة الصادقة في نسخته السادسة. كما يحتفي بالمنتجين والباحثين والمناضلين في سبيل حرية الكلمة». أما مدير المهرجان عباس ارناؤوط فأعلن في اليوم الأول للمهرجان وفي خطوة ذات دلالات تكريم المصور الفلسطيني اسامة السلوادي «الذي لم تمنعه الاصابة» من حضور المهرجان، وكان يجلس على كرسي متحرك. كما شهد المهرجان في يومه الأول عرض فيلم «عايشين» وهو يتناول مأساة غزة اثناء العدوان الاسرائيلي في عام 2008. يشار الى ان جوائز المهرجان تتصدرها الجائزة الذهبية وتمنح للفيلم الفائز في كل فئة من فئات الأفلام الثلاث (الطويل والمتوسط والقصير) وتبلغ قيمتها للطويل خمسين ألف ريال وتمنح مناصفة بين مخرج الفيلم ومنتجه، وتبلغ جائزة الفيلم المتوسط أربعين ألف ريال، وثلاثين ألف ريال للفيلم المتوسط. وستقدم جائزة لجنة التحكيم باسم لجنة التحكيم لكل فئة من الفئات الثلاث. ويمنح الفيلم الفائز بهذه الجائزة مكافأة مالية تقسم مناصفة بين مخرج الفيلم ومنتجه حيث يحصل الفيلم الطويل على 25 ألف ريال والمتوسط على عشرين الفاً والقصير على خمسة عشر ألفاً. أما الفائز الأول في جائزة «أفق جديد» الخاصة بالطلاب والناشئين فيمنح عشرة ألف ريال فيما يحصل الفائز بالجائزة الثانية على ثمانية آلاف.