أطلق الفنان وديع الصافي نداءً لتشييد «دار الاوبرا اللبنانية»، وهو حلم الأديبين الراحلين جبران خليل جبران وأمين الريحاني. وفي مؤتمر صحافي عقده في بيروت بمشاركة المهندس سيمون صفير وحضور نقيب الصحافة محمد البعلبكي، دعا الصافي «الدول الصديقة والمغتربين في الشرق والغرب الى مد يد العون والمساعدة المالية، عبر التبرع رسمياً لانشاء الدار». وقال الصافي: «الله من عنده يستجيب طلبنا وطلبكم، لأن لبنان الحبيب الذي نفديه بروحنا ليس لديه سلاح سوى الفن والشعر والادب والرسالات والقديسين». وأضاف: «لو رحلت وشيدوا دار الاوبرا أعود فأعيش». وأكد البعلبكي بأنه لو ورد اسمه على لائحة أثرياء العالم، لما تردّد لحظة بعد هذا المؤتمر الصحافي ليتصل بالصافي ويقول له «أتكفل بتكاليف الدار كاملة». وتلا صفير كلمة باسم الفنان الصافي استهلها قائلاً: «مساحات شاسعة في لبنان تمتد امام اعيننا، تفتقر الى الاستثمار لا سيما للمنفعة العامة وللاعلاء من الشأن الثقافي، كما تمتلىء مساحات الفساد في دولتنا التي نأبى ان تظل مؤسساتها مسكونة بالاهتراء في جمهوريتنا التي بناها خيرة رجالنا على ارض لبنان الذي اغنى العالم بأسره بالفيلسوف جبران خليل جبران الذي حلم بتشييد دار اوبرا في لبنان بعدما زار لندن مع زميله وصديقه امين الريحاني، ودهشا برؤية دار الاوبرا هناك». وأضاف: «رحل هذا الكبيران، ووريا في الثرى ليظل هذا المشروع الحضاري مطموراً في ثرى الجهل والنسيان». واضاف: «لبنان العظيم بحضارته ينقصه صرح يحتضن الفنون الكبرى وفي مقدمها الموسيقى، هو دار الاوبرا التي تحرص دول العالم المتحضر على اعلاء بنيانها ليتلألأ بأبهة تحت نور الرقي ويستقطب الجماهير المثقفة من مختلف اقطار العالم، وها هي مصر، احدى دولنا العربية، تفتخر بالدار التي دشنتها مطلع القرن العشرين». وأفاد بأن مصر شيدت واحداً من أعرق أبنيتها وهي ترزح تحت الاستعمار الانكليزي، بينما «لا يزال لبنان الذي تنفق دولته ملايين الدولارات على البنى التحتية «الناقصة» وعلى غيرها من حاجات مجتمعنا، من دون دار اوبرا حتى يومنا هذا». وأشار صفير الى أن «المطرب وديع الصافي طالب دولتنا وعلى رأسها رئيس الجمهورية، بالمبادرة الى بناء دار أوبرا يستأهله لبنان وشعبه، في مطلع تسعينات القرن الماضي». وأضاف: «أياليت رئيسنا يشمرعن ساعديه ويضع حجر الاساس لهذا المشروع ويزين عهده به». وطالب الصافي أن تخصص في هذا الصرح مكتبة عامة متعددة الاغراض «ميدياتيك»، مركز سمعي بصري، ومراكز ابحاث فنية، تضم مختلف انواع التسجيلات الموسيقية العالمية، وتحديداً تلك التابعة لتراثنا العربي منذ بدايته الى يومنا، إضافة الى متحف يضم المجموعة القيمة الكاملة المحفوظة في المكتبة الوطنية التي تحوي كتباً ووثائق تاريخية ومخطوطات ومستندات نادرة ولوحات للفنانين الكبار. ولفت الى أهمية أن يحتوي هذا الصرح مسرحاً تجريبياً للفنانين الصاعدين، وخصوصاً لخريجي معاهد الفنون الجميلة المتخصصين في التمثيل والاخراج وما يدور في فلكهما ليعرضوا أعمالهم المسرحية من دون عناء واستجداء على ان يتم دعمهم رسمياً. وقال صفير: «بما ان الكبير وديع الصافي يحمل لواء هذا الصرح، ونحن الى جانبه، فاننا نجد من الطبيعي والبديهي ان يقام ضمنه متحف خاص بهذا المبدع الذي اثرى الفن عموما والطرب خصوصا لبنانيا وعالميا، وفخر لنا تخليد تراثه تحت سقف وبين جدران، يساهم هو في اعلاء بنيانها، ويشرفنا ان نشاركه العمل لتحقيق حلمنا المشترك».