نيودلهي - رويترز - ندد عشرات الآلاف من المواطنين الهنود في نيو دلهي، تدعمهم أحزاب المعارضة، بالارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية في واحدة من أكبر المسيرات منذ سنوات، مطالبين الحكومة التي يقودها حزب «المؤتمر» بالاستقالة بسبب تضخم الأسعار. وبينت التظاهرة مدى تسبب قضية التضخم في إثارة غضب المواطنين تجاه الحكومة، وساهمت في إعادة حزب «بهاراتيا جاناتا» القومي الهندوسي المعارض إلى الساحة بعد سنة من خسارته الانتخابات العامة أمام حزب «المؤتمر». ويرى الحزب أن ارتفاع أسعار الحبوب والسكر والعدس يضر بمستقبل حزب «المؤتمر» قبل الانتخابات التي تجرى في 8 ولايات هذه السنة والسنة المقبلة. وقال مزارع يشارك في الاحتجاجات: «كنت أختار دائماً حزب المؤتمر، لكني أشعر بخيبة أمل كبيرة من طريقة تعامله فيها مع ارتفاع الأسعار». ويتركز الأنصار الرئيسون لحزب المؤتمر في المناطق الفقيرة والريفية والزراعية في الهند، وقد يؤدي تحوّل الولاء إلى أي حزب آخر إلى الإضرار بمستقبله. ويعود فوز «حزب المؤتمر» في الانتخابات الاتحادية في السنة الماضية بصورة كبيرة إلى برامج الرعاية الاجتماعية التي تستهدف مثل هذه القطاعات الاجتماعية، لكن الحكومة تركز على الإبقاء على مسار النمو الاقتصادي السريع، بدلاً من الحد من التضخم، على رغم المعارضة السياسية. وتطالب المعارضة بإجراء اقتراع خاص في البرلمان لإجبار حكومة رئيس الوزراء مانموهان سينغ على الاستقالة، بسبب ارتفاع سعر الوقود الذي أثار استياء المواطنين وساعد على رفع أسعار الجملة إلى 9.9 في المئة، وهي أعلى نسبة منذ تشرين الأول (أكتوبر) عام 2008. ولم يقبل البرلمان بعد بمطالب المعارضة، لكن أي اقتراع سيكون قبل 29 الجاري، حين تجرى مناقشة الموازنة لإقرارها.