حينما يمس الأمن سلامة أعلى قيادة تمثل المملكة العربية السعودية خارجياً، وتنتهك حرمة السفارة والقنصلية، وتقف هذه الدولة مكتوفة الأيدي أمام هذه الاعتداءات، فإنها لن تضمن سلامة وأمن البعثات الرياضية المشاركة في أي بطولة، وهذا ما يحدث في إيران على مدار عقود للمنتخبات السعودية أو للأندية المشاركة في دوري أبطال آسيا، وهو ما أكده الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد. إيران لم تحم السفارات ومقرات البعثات الدبلوماسية، على رغم المعاهدات الدولية، فكيف لها أن تحمي البعثات الرياضية، هذا ما قاله الرئيس العام لرعاية الشباب، الذي أضاف: «أمن وسلامة أبنائنا الرياضيين، يمثل أولوية قصوى لدى القيادة السعودية الرشيدة وهو أمر لا يمكن أن نتهاون به في أية حال من الأحوال». الأندية الخليجية والسعودية بشكل خاص طالبت الاتحاد الآسيوي في السنوات الماضية بنقل مواجهاتها مع الأندية الإيرانية إلى أرض محايدة بسبب الضغوط والمصاعب والأجواء العدائية منذ أن تحط هذه الأندية رحالها في إيران وتعقيد الإجراءات في المطارات والفنادق المتواضعة بعكس ما تحظى به الأندية الإيرانية عندما تكون في ضيافة أحد الأندية السعودية، علاوة على رفع شعارات ولافتات تحمل مدلولات دينيه وسياسية من الجماهير الإيرانية، ورمي العلب الفارغة والألعاب النارية على أرضية الملعب، غير أن الاتحاد الأسيوي ضل طوال السنوات الماضية مكتوف الأيدي ولم يحرك ساكناً، على رغم التجاوزات المتكررة من الأندية والجماهير الإيرانية، التي كانت تستوجب فتح تحقيق رسمي وفرض عقوبات صارمة بحقها. قرعة دوري أبطال آسيا أوقعت النصر إلى جانب ذوب اهن الإيراني في المجموعة الثانية، وسيلعب الهلال في المجموعة الثالثة مع تراكتور تبريز، كذلك هي الحال بالنسبة لأندية الأهلي والاتحاد، وسيواجه الأول نفط طهران في حال صعوده إلى دور المجموعات في المجموعة الرابعة، وإذا تخطى الاتحاد الملحق سينضم إلى المجموعة الأولى مع فولاذ سيباهان. وتعرضت الأندية السعودية لعدد من المضايقات، كان آخرها المشكلات التي تعرض لها نادي النصر أمام بيروزي بعد أن عمت الفوضى أرجاء الملعب ورمت الجماهير ألعاباً نارية ورددت عبارات مسيئة للسعودية، كما تعرض نادي الهلال للأحداث نفسها أمام الفريق ذاته، وحاول الجمهور الإيراني استفزاز لاعبي الهلال بعبارات مسيئة ورمي الألعاب النارية باتجاه الحارس عبدالله السديري ودكة الاحتياط الهلالية، والتعرض للبعثة، وقام بقذف بعض العبوات الفارغة على اللاعبين قبل أن تتدخل فرقة مكافحة الشغب التي كانت موجودة في الملعب لتحتوي الموقف. وكشف سامي الجابر، عندما كان مشرفاً على الفريق الأول، أن أحد الفنادق الإيرانية قدمت مياه صحية مسممه لفريقه، وهذا ما أكده له أحد المختبرات في الرياض، ولم يسلم نادي الأهلي من الاستفزاز عندما واجه نفط طهران بداية من المطار حتى مكان إقامة البعثة، كما تعرضت إحدى السيارات التابعة للبعثة لحادثة مرورية أثناء التوجه للتدريبات أمام تبريز. كل هذه التداعيات أجبرت الأندية السعودية على البدء بمطالبة أعلى سلطة كروية في القارة بنقل المباريات خارج إيران، وخصوصاً أن الأحداث والمشكلات لا تتوقف خلال كل زيارة رياضية سعودية إلى الأراضي الإيرانية.