جدد تنظيم «داعش» هجومه على حديثة (260 كلم شمال غربي بغداد) ونواحي «بروانة» و»الخسفة» المحيطة بها، في محاولة للسيطرة عليها تعويضاً لخسارته الرمادي، لكن المدينة التي تقاوم هجمات التنظيم المتكررة منذ قرابة عامين، نجحت في صد الهجوم الجديد، وفقدت أكثر من 25 من مقاتلي العشائر. وكان «داعش» نجح مثل هذه الأيام عام 2014 في اقتحام معظم مدن الأنبار، وبينها الرمادي، عاصمة المحافظة، لكنه لم ينجح في السيطرة على حديثة، إذ تصدت له عشائر البوفهد والبونمر وما زالت تقاومه منذ ذلك الحين. وعلى رغم إحكام التنظيم سيطرته على أهم مناطق الأنبار بعد احتلاله الموصل في 10 حزيران (يونيو) من العام نفسه، ثم إعادة السيطرة على الرمادي منتصف 2015، فإن محاولاته المستمرة للسيطرة على حديثة باءت بالفشل، مثلما فشلت عروض قدمها إلى عشائر المدينة للحصول على البيعة لزعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، مقابل فك الحصار عنها. وقال مسؤولون أمنيون عراقيون إن 25 قتيلاً وعشرات الجرحى من عناصر الأمن العراقي وعشائر البوفهد والبونمر سقطوا خلال صد هجوم نفذه «داعش» بنحو 2000 مقاتل وعشرات السيارات المفخخة لاقتحام التحصينات خلال اليومين الماضيين، وما زالت المعارك مستمرة قرب ناحيتي بروانة (10 كلم شرق حديثة) والخسفة (15 كلم شمالها)، ما استدعى من شيوخ العشائر والمسؤولين المحليين في البلدة إلى دعوة الحكومة وقوات «التحالف الدولي» إلى التدخل. وعلى رغم أن عدد سكان حديثة ونواحيها لا يزيد على 200 ألف نسمة فإن البلدة التي تقع على سد باسمها، وهو من أكبر السدود على نهر الفرات، تمكنت خلال العامين الماضيين من تحمل حصار تنظيم الخانق. واستغاثت عشائر البوفهد، خلال الشهور الماضية بالحكومة بسبب انقطاع المواد الغذائية والصحية، فأرسلت إليها المرجعية الشيعية في النجف مساعدات عبر جسر جوي خاص، وعبر طريق بري خطر يصلها ببلدة النخيب في الرمادي، وعبر قاعدة عين الأسد. وأكدت عشائر المدينة أن الهجوم الذي شنه التنظيم خلال اليومين الماضيين هو الأكبر من نوعه، وجاء بعد أيام على إعلان قوات الأمن تحرير معظم مناطق الرمادي. ويحاول «داعش» تكرار تكرار ما حصل بعد تحرير تكريت في آذار (مارس) 2015 عندما اندفع باتجاه الرمادي للسيطرة عليها، تعويضاً عسكري عن خسارته، ولإرباك انتشار القوات الحكومية. ومع أن الهجوم على حديثة تم صده أمس، إلا أن المصادر الأمنية تؤكد أن المئات من عناصر التنظيم وانتحارييه ما زالوا يتمركزون في محيط المدينة، ويواصلون محاولات اقتحامها.