شن «داعش» هجوماً أمس من أربعة محاور على ناحية بروانة وقضاء حديثة، غرب محافظة الأنبار، فيما أعلنت السلطات المحلية هناك أن الطيران الدولي والعراقي قصف أرتال التنظيم. وقال شيخ عشيرة البو نمر نعيم الكعود إن التنظيم شن الهجوم بعد وصول تعزيزات كبيرة إليه من الموصل وهيت»، وأكد «وجود عشرات المركبات المفخخة قرب بروانة». وقالت مصادر أمنية إن 25 مقاتلاً من العشائر، على الأقل، سقطوا خلال صد الهجوم. وأعلن مصدر في مجلس قضاء حديثة أن «طيران التحالف الدولي والعراقي، إضافة إلى مدفعية الجيش قصفت أرتال داعش وأوقعت عشرات القتلى في صفوفه ودمرت مركباتهم، وتمت معالجة ثلاث مركبات مفخخة بتفجيرها عن بعد قبل وصولها إلى الهدف المحدد». وقال قائمقام القضاء مبروك حميد إن «الوضع في حديثة وناحية بروانة خطير جداً فقد وصلت أرتال كبيرة للتنظيم بينها عشرات السيارات المفخخة»، وناشد «الحكومة المركزية التدخل العاجل لإنقاذ القضاء والناحية». وقال الشيخ عبد الله عطالله، الأمين العام لتجمع «أحرار الفرات» الذي يضم مقاتلي عشائر سنية: «تصدينا لأكبر هجوم على مدينة حديثة، وقدمنا 25 شهيداً على مدار الهجوم الذي تواصل 72 ساعة». وصمدت حديثة أمام هجمات التنظيم، على رغم سقوط معظم أنحاء محافظة الأنبار. والمدينة هي مركز القضاء الذي يحمل الاسم نفسه، وتضم أحد أكبر السدود على نهر الفرات. بدوره، أكد القائمقام صد الهجوم الذي استخدم فيه التنظيم أكثر من أربعين سيارة مفخخة وجرافات مدرعة. وقال: «لم يتمكنوا من الوصول إلى السواتر وانتهى الهجوم الذي انطلق من المحاور الشمالية والجنوبية والغربية للمدينة». وتابع: «تم حسم المعركة، والقوات العراقية تسيطر بالكامل على حديثة، وقتل أكثر من 200 من الدواعش». وتمكن التنظيم من السيطرة على قرية تقع شرق بلدة حديثة تسمى السكرانة بعد مهاجمتها بأكثر من 20 سيارة مفخخة. لكن القائمقام والشيخ عطالله أكدا أن «القرية محاصرة وتحريرها سيجري في غضون ساعات قليلة». وأرسلت السلطات العراقية تعزيزات من جهاز مكافحة الإرهاب وقوات الجيش للمشاركة بتطهير القرية وإسناد القطاعات. وأكد عبد الله أن القوات الأمنية ومقاتلي العشائر «يحاصرون نحو 30 قناصاً تسللوا إلى منطقة الشاعي في بلدة بروانة وهي تحت سيطرتنا باستثناء مساحة لا تتجاوز كيلومترين في شمالها ونحن نحكم الحصار عليهم». ويأتي هذا الهجوم بعد أيام من خسارة التنظيم معظم أنحاء مدينة الرمادي. وأعلنت خلية الإعلام الحربي في بيان أن «طيران الجيش وجه ضربة إلى شاحنة كبيرة تابعة لداعش محملة أسلحة وصواريخ وشوهدت وهي تحترق لفترة طويلة جنوب بحيرة الثرثار». وأفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار أن «طائرات القوة الجوية استهدفت مواقع داعش في ناحية البغدادي، غرب الرمادي ما أسفر عن قتل 15 عنصراً من التنظيم»، وأضاف أن «القصف أسفر أيضاً عن تدمير عجلة تحمل منصة صواريخ وعجلة تحمل أسلحة أحادية وأخرى مدرعة». وأعلنت قوة المهام المشتركة للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في بيان إن «الولاياتالمتحدة وحلفاءها نفذوا 25 ضربة جوية على أهداف للتنظيم المتشدد في العراق». وأضاف البيان أن «الغارات نفذت قرب تسع مدن عراقية منها الفلوجة وكيسيك والموصل والرمادي وسنجار وأصابت عشر وحدات تكتيكية للتنظيم، ودمرت العديد من المواقع القتالية ومستودعات الأسلحة والمعدات الثقيلة التي يستخدمها التنظيم».