الثقة الجديدة التي منحها الاتحاد السعودي لكرة القدم للمدربين الوطنيين، أعتبرها منعطفاً مهماً للعديد من المدربين السعوديين «المحبطين»، كي ينفضوا عنهم غبار الكسل واليأس، ويكون لديهم رد فعل إيجابي لهذه التحولات في تجديد الثقة بقدرات المدرب السعودي. فالقروني خالد وعمر باخشوين هما من نالا شرف تدريب منتخبي الشباب والناشئين للفترة المقبلة، والعشم أن نرى أكثر الأندية تستعين بمدربين سعوديين أكفاء تسهم، أي الإدارات، في إعدادهم بشكل احترافي، من خلال دورات التدريب المميزة في أكبر التجمعات في العالم، سواء في ما يخص الجوانب التكتيكية والتكنيكية، أو في الجانب اللياقي، الذي لا يقل أبداً عن أهمية مدرب الخطط والاستراتيجيات، في السابق وعلى سبيل المثال تساهلنا في التفريط في أفضل مدرب لياقة على مستوى قارة آسيا لا الوطن العربي والخليجي المدرب المتمكن عبداللطيف الحسيني، وليس من المقبول أيضاً أن نتساهل في التفريط في أحد الكوادر الوطنية وفي أية لعبة، بالذات من نرى فيهم رغبة التطور والتقدم في عالم التدريب. رغبات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم التي أعلنها رئيسه في دعم المدربين المحليين في بلدان القارة، أرى أنها ستحرك المياه الراكدة، وأعتبرها فرصة كبيرة لفتح هذا الملف بشكل عاجل، فاليوم أو لنقل غداً سيكون وقت المدربين المحليين رضينا أم أبينا؟ من وجهة نظر خاصة، أرى أن الثناء على التعيينات الجديدة للمنتخبات السنية، بوجود القروني وباخشوين في محلها، إلا أنني أستغرب تحويل المدرب عمر باخشوين من منتخب الشباب، لكي يتولى الإشراف على منتخب الناشئين، في الوقت الذي أصبح هو أكثر الفنيين إلماماً بكل صغيرة وكبيرة لمنتخب الشباب، وأصبحت الظروف المحيطة داعمة له لمواصلة تدريب هذه المجموعة من اللاعبين، وهذا ليس تقليلاً من قدرات القروني إطلاقاً، إلا أن مشاغل القروني مع الفريق الأول في نادي الرياض حتماً أنها غيبت عنه الكثير من المعلومات عن لاعبي الفئات السنية في جميع الأندية السعودية، ودعونا ننتظر كم من الزمن يحتاج أبوعبدالرحمن لتكوين صورة كاملة عن النواحي الفنية لجميع لاعبي المنتخب ال34 المنضمين لأقرب معسكر في الرياض؟ الدورات القصيرة للمدربين ومدربي اللياقة ومدربي الحراس، التي نتابع إقامتها محلياً بشكل دائم، وبجهود كبيرة من صديق المدربين السعوديين محمد الخراشي ستبقى هي البوابة الرئيسية لانطلاقة المدربين في الانخراط في كبرى دورات التدريب في العالم المتقدم كروياً، وحتماً أنها ستسهم في رفع قدراتهم ومؤهلاتهم، لذلك ستكون المطالبات في محلها، حينما نطلب من إدارات الأندية «تفعيل» دورها بشكل أكبر وأقوى، من خلال وضع تهيئة وتجهيز المدرب الوطني من أولويات عملها الاستراتيجي في النادي، وأن تكون حريصة كل الحرص على تشجيع من ترى فيهم بوادر التفوق والإبداع في مجال التدريب، خصوصاً أن نوايا الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في دعم وجود المدرب المحلي في المسابقات المنظمة تحت مظلته واضحة المعالم، كما هي حال التحكيم بالضبط، وأتمنى ألا يأتي اليوم الذي يجبرنا فيه الاتحاد الآسيوي على المدرب الوطني، ونحن غير مهيئين لمثل هذا القرار، فما المانع إذاً أن نستفسر من الاتحاد الآسيوي عن نواياه المستقبلية للمدربين الآسيويين؟ [email protected]