واصل قياديون في «حزب الله» هجومهم العنيف على المملكة العربية السعودية أمس، بعد إعدام الشيخ نمر النمر وتصاعد التوتر بينها وبين إيران، وسط تساؤلات في الأوساط السياسية اللبنانية عن مدى انعكاس التأزم على الوضع الداخلي اللبناني، فيما أعلنت قوى سياسية أخرى تضامنها مع السعودية إزاء الحملة الإيرانية عليها. ولفت في هذا الصدد قول النائب عن الحزب نواف الموسوي، أن «التسوية (في لبنان) لن تحصل بفعل الإرادة السعودية وبفعل الارتهان لدى بعض اللبنانيين للسعودية، وهذا كلام نقوله بوضوح». وإذ اتهم الموسوي السعودية بالتسبب بما سماه «الكوارث في المنطقة»، قال: «في لبنان بذلنا دماء غالية من أجل الحفاظ على بلدنا بعيداً من سياسات السعودية، ولبنان يتمتع بقدر من الاستقرار والسلام بفعل تضحيات شهداء المقاومة، فنحن في حزب الله سنبقى على هذا الموقف الذي لا يصر على إبعاد لبنان من التوترات التي تصيب المنطقة فحسب، بل نريد للاستقرار الأمني وللسلامة الاجتماعية أن يقوما على أسس ثابته من خلال التفاهم الشامل الميثاقي الذي يضم المكونات اللبنانية جميعاً». وأضاف: «إن إرادتنا السياسية في حزب الله وفريقنا السياسي مستقلة وتخولنا عقد تفاهمات سياسية بحيث لا يبقى لبنان مرتبطاً بأزمته وبالأزمات في المنطقة، ولدينا القدرة الكاملة أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد، على إنجاز تفاهم شامل للأزمة اللبنانية يقدم الإجابات على المعضلات القائمة، بدءاً من شغور رئاسة الجمهورية إلى تفعيل العمل الحكومي إلى الاتفاق على حكومة جديدة، وعلى قانون انتخابي جديد، وعلى رؤية ومقاربة جديدتين تمكنان اللبنانيين من تنظيم شؤونهم بمعزل من حالات اللااستقرار التي تصيب المنطقة». لكن الموسوي اعتبر أن «ما يؤخر التسوية في لبنان وسورية واليمن وغيرها هو السياسة السعودية، وفي المقابل فإن فريقنا، بدءاً من سورية وصولاً إلى لبنان، الآن وقبل الآن مستعد للتوصل إلى تفاهم شامل في كل بلد ببلده، ففي لبنان على أساس تفاهم اللبنانيين، وفي سورية على أساس تفاهم السوريين، لكن الذي يعطل التسوية في لبنان هو هذا النهج السعودي، والذي يؤدي إلى منع تحقق التسوية في لبنان هو أن الفريق المتحالف مع السعودية لا يملك حرية قراره السياسي، بل هو مرتهن بالكامل لإرادتها...». ودافع رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد، عن الثورة الإيرانية وحمل على السعودية، وقال: «يريدون في لبنان أن يصادروا الدولة بمؤسساتها الدستورية وغير الدستورية، لمصلحة وكيل عائلة خليجية أو لمصلحة سياسة أميركية أو غربية. فالمسألة ليست مسألة شخص نسلمه موقعاً في رئاسة الجمهورية ثم لا يجد صلاحيات يستطيع أن يحكم بها البلاد لأن كل الصلاحيات مصادرة من الشخص الموكل بحفظ سياسات هذه المملكة أو تلك الدولة». وإذ حمل بعنف على السياسة السعودية في اليمن ودان إعدام الشيخ النمر، قال: «من هنا لا نجد أن مجلس الأمن الدولي اجتمع من أجل اليمن إلا لاتخاذ قرار يتبنى العدوان (...) على هذا البلد». وأضاف: «فإن كان ظاهر واقعنا اليوم مؤلماً ومريراً، إلا أنه مفتوح على نصر واعد، وإشراقة كبرى، وتقدم لمحور المقاومة، وإنجازات سنشهد بركاتها وثمارها في وقت قريب، فلقد فشلت داعش ومن حرَّكها في تحقيق ما وُظفت لأجله من أهداف سياسية، وبالتالي فإنهم فشلوا في أخذ لبنان إلى حيث يريدون، كما فشلوا في فرض أمر واقع على سورية ينقلها من موقع المقاومة إلى موقع متحالف أو متصالح مع العدو الإسرائيلي». واتهم نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، السعوديةَ «بدعم المتطرفين في سورية» وهاجم سياستها في اليمن والبحرين والعراق. وكان مسؤول منطقة البقاع في «حزب الله» النائب السابق محمد ياغي، رأى أن «إعدام النمر ستكون له تداعيات خطيرة». وتحدث عن اغتيال إسرائيل سمير القنطار، مؤكداً أنه «لن يمر بسهولة، فالقنطار كان مسؤولاً عن العمليات في الجولان، وكان يحضر مع مجموعات عسكرية وسيأتي اليوم الذي نعيد فيه الجولان كما استعدنا جنوبلبنان، وحزب الله لن يسكت عن هذا الحق وهذه المرة سيكون الرد مفاجئاً وسيجعل العدو يندم وسيجعل المستوطنين يتظاهرون في وجه نتانياهو وسيعلم العالم كيف سيكون الرد من مجاهدينا».