تحيي فرنسا هذا الأسبوع الذكرى السنوية الأولى للهجوم الذي شنه الشقيقان سعيد وشريف كواشي على مقر صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة في باريس، حيث قتلا 12 شخصاً، وترافق مع قتل متطرف آخر يدعى أحمدي كوليبالي شرطية قرب باريس، ثم 4 يهود بعد يومين داخل متجر يهودي. ومهّد الهجوم لهجمات انتحارية وعمليات إطلاق نار استهدفت باريس بعد عشرة أشهر، وحصدت 130 قتيلاً. وتجرى مراسم بسيطة في ظل اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في مواقع إحياء الذكرى والمباني الرسمية والمواقع الدينية، والتي يحتمها أيضاً فرض حال التأهب القصوى في فرنسا بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وتشمل المراسم تدشين لوحات تذكارية في المواقع المختلفة لهجمات كانون الثاني، أحدها أمام المقر السابق لصحيفة «شارلي إيبدو» في حضور أسر الضحايا ومسؤولين حكوميين، علماً أن الهجمات كانت أثارت حملة تضامن عالمية تبنّت شعار «أنا شارلي إيبدو». وأصدرت الصحيفة التي فقدت أفراداً من طاقمها التحريري لدى فتح الشقيقين النار داخل مكتبها، عدداً خاصاً في المناسبة تضمّن غلافه رسماً كاريكاتورياً لرجل يحمل كلاشنيكوف كتب فوقه: «بعد سنة، القاتل لا يزال فاراً»، للتعبير عن مدى انكشاف فرنسا أمام تهديد الإرهاب. والأحد المقبل، ستقام مراسم أكبر في ساحة الجمهورية شرق باريس يقودها الرئيس الفرنسي فرنسوا أولوند، وتشهد زرع شجرة بلوط طولها عشرة أمتار، وإنشاد مغني الروك الفرنسي الشهير جوني هاليداي أغنية بعنوان «يوم أحد في كانون الثاني» تكريماً ل 4 ملايين شخص ساروا في شوارع مدن فرنسا يوم الأحد الذي أعقب الهجمات، دفاعاً عن حرية التعبير والقيم الديموقراطية. وامتدت حملة التنديد بالهجوم إلى لندن ومدريد وواشنطن التي شهدت تظاهرات لدعم فرنسا ردّد فيها المشاركون «أنا شارلي». على صعيد آخر، استبعد محققون موقتاً تهمة الإرهاب عن رجل من أصل تونسي في 29 من العمر حاول دهس جنود يحرسون مسجداً بمدينة فالانس جنوب شرقي فرنسا الجمعة الماضي، وقالوا انه «تصرف في شكل منفرد بدافع الغضب ولا يبدو أنه على صلة بجماعات إرهابية». وقال ممثل الادعاء في فالانس، أليكس بيرين: «شرح السائق انه شاهد الجنود حين أوقف سيارته أمام مسجد، فسارع الى صدمهم لأن القوات الفرنسية تقتل مدنيين في سورية، لكنه لم يعلن انتماءه الى حركة إسلامية، لذا يبدو ما حدث أنه حادث معزول». وغداة تهديد رجل ملثم وطفل في الرابعة أو الخامسة من العمر تحدثا الإنكليزية في شريط فيديو بغزو بريطانيا باسم تنظيم «داعش»، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها تدرس محتوى الشريط، علماً أن حوالى 800 بريطاني سافروا إلى العراق وسورية بعضهم للالتحاق ب «داعش»، ثم عاد نحو نصفهم إلى البلاد في مقابل مقتل 70 منهم. وقالت ناطقة باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون إن «الشريط أداة دعائية تذكّر بوحشية داعش»، علماً أنه أظهر إعدام خمسة رجال اتهموا بالتجسس لحساب الغرب. وتحدّث المتشدّد الملثّم في التسجيل بلكنة إنكليزية واضحة لكن مختلفة عن محمد إموازي الملقب ب «الجهادي جون» الذي أصبح رمزاً لوحشية التنظيم بعدما ظهر في تسجيلات مصورة لقتل رهائن، قبل أن تعلن الولاياتالمتحدة مقتله في تشرين الثاني. وقال ملوّحاً ببندقية: «هذه رسالة لديفيد كامرون عبد البيت الأبيض وبغل اليهود». وأضاف: «غريب أن يهدّدنا زعيم جزيرة صغيرة بحفنة طائرات. اعتقدنا بأنك تعلمت الدرس من سيدك البائس في واشنطن وحملته الفاشلة على داعش».