أظهرت إحصاءات لموقع «أمازون» للبيع عبر الإنترنت، أن ثمانية من الكتب ال20 الأكثر مبيعاً على الموقع، هي دفاتر تلوين خاصة بالكبار. وذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن الكبار الذي يمارسون هواية التلوين، يجدون فيها وسيلة لتصفية الذهن وعلاج التوتر وتخفيف الألم. وكان موقع «ميديكال دايلي» المختص في المعلومات الطبية، نشر في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي تقريراً أوضح أن التلوين ينطوي على حيل علاجية، إذ أثبتت الأبحاث انه يحسن الحال النفسية للمرضى، ويساعدهم في تحمل الآلام. ونشر الموقع نتائج دراسة أُجريت في العام 2006 حول تأثير مزاولة أعمال فنية على المصابين بأمراض مزمنة، اظهرت ان الفن أسهم في تخفيف معاناة مرضى السرطان نفسياً وجسدياً. وكانت دراسة أخرى أجرتها «المكتبة الطبية الوطنية» الأميركية أظهرت أن مرضى السرطان عبروا عن ارتياح نفسي كبير ورغبة في مواصلة العلاج بعد تمضية ساعة واحدة في ممارسة نوع من أنواع الفنون من بينها التلوين. وقال المختص في الطب النفسي العصبي ستان رودسكي الذي يصمم كتب تلوين للكبار، في مقابلة مع «هيئة الإذاعة الاسترالية» إن التلوين «يشبه إلى حد ما التأمل، فهو يدفعنا إلى نسيان كل شيء والتركيز على اللحظة الآنية، بالإضافة إلى أن الأمور التي تسمح لنا برؤية تطورها أمامنا مثل التلوين والحياكة هي عادة نشاطات مريحة للإنسان، إذ تؤثر إيجاباً في معدل دقات القلب وموجات الدماغ». من جهتها، شرحت العالمة المختصة بأبحاث الدماغ في جامعة «نيو ساوث ويلز» في أستراليا، جويل بيرسون، أن «التفكير في تلوين الأشكال الذي يتطلب اختيار الألوان والتركيز مع الخطوط والحدود والزوايا، يسيطر على تفكير الشخص عند التلوين، ما يسهم في إزاحة القلق جانباً، وهذا لا يقتصر على التلوين، بل نراه في كل نشاط ذهني يتطلب التركيز».