حملت سفينة الفضاء التي خُصصت لرحلة «أبولو 16»، كائنات عاشت لمدة 10 آلاف عام. وهذه الكائنات المعروفة بإسم «قرود البحر» أو «الأرتيميا» هي سمك السلمون الوردي ذو الثلاثة عيون و11 زوجاً من الأرجل، إذ أرسلت الى الفضاء لاختبار آثار الإشعاع الكوني. وذكر موقع «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) ان هذه الكائنات أذهلت العلماء في بقائها على قيد الحياة لمدة طويلة، إذ تتحمل درجات الحرارة العالية في الماء وأقصى درجات الحموضة التي تذيب لحوم البشر. وتعيش هذه الكائنات في فراغ الفضاء الخارجي أو تحت سطح المحيط على عمق 6 آلاف متر (20 ألف قدم). وتفقس بيوض هذه الكائنات لكن بعضها يعاني تشوهاً، فيما بعضها الآخر أكمل دورة حياة الروبيان كاملة ويعتبر هشاً. وتعيش ال «أرتيميا» في بحيرة «سولت لايك» في ولاية يوتا لأكثر من 100 مليون عام، لكنها لا تعيش في المحيطات المفتوحة. ولا تعد ال «أرتيميا» روبياناً ولكنها تنتمي إلى فصيلة القشريات وهي صغيرة الحجم وتأكل الطحالب وتسبح بطريقة عكسية وتتنفس من أرجلها، بالإضافة إلى تحملها مياه يصل تركيز الملح فيها الى 50 في المئة. وعندما تكون الظروف جيدة تنتج إناث ال «أرتيميا» بيوضاً تفقس على الفور، ولكن عندما يندر الطعام أو ترتفع مستويات الملح في المياه، فإنها تنتج أكياساً تحتوي على يرقة شبه كاملة النمو. وعندما تفقس الأكياس إلى يرقات، يكون لديها عين واحدة في البداية ثم تتطور وتنمو ليصبح لديها عينان أكثر تطوراً، وقليل من الماء داخل هذه الكائنات يؤدي الى تفاعلات كيماوية للحفاظ على حياتها. وبالنسبة لمعظم الحيوانات، فإن فقدان المياه يسبب بأضرار تؤدي إلى الوفاة وعدد قليل من الحيوانات بإمكانه أن يفقد أكثر من 50 في المئة من المياه في جسمه، أما الإنسان فبإمكانه أن يفقد 15 في المئه منها. وتضمنت تجربة إرسال هذه الكائنات الى الفضاء تكديس أجنة ال «أرتيميا» مع بذور النباتات والجراثيم البكتيرية ووضعها بين طبقات من المواد الحساسة للإشعاع حتى يتسنى لعلماء «وكالة الفضاء الأميركية» (ناسا) معرفة أي الكائنات أُصيبت خلال مرور الأشعة عبر هذه الطبقات.