قبل 12 ألف سنة، كان أول من سافر عبر نهر الراين هم صيّادو العصر الجليدي. وحاضِراً، يعتَبَر الراين من أكثَر الأنهار استِخداماً في مجال النَقل، إذ تشير بعض الأرقام إلى عبور ما يزيد على مئتي ألف ناقلة بضائع تحمل ما يزيد على مئتي مليون طن سَنويّاً الحدود الألمانية عبر الراين. وعلى ضفافه، تنتصب قِلاع صِناعيّة تمتد من بازِل إلى روتردام، كما تربط سِكَك الحديد بين البلدان التسعة التي يعبرها. ومنذ القرن العشرين، أصبح الراين مركزاً لتوليد الطاقة المتأتيّة من محطّات الطاقتين النوويّة والهيدروليكيّة. حتى نهاية القرن الثامن عشر كان الراين مملوءاً بالأسماك، بل يهاجر إليه أفضل أنواع السَلَمون، وهو «السَلَمون الفضيّ» الذي لُقّبَ ب «ذَهَب الراين». كان سمك السَلَمون يفِدُ إلى الراين من المحيط الأطلسي عبر بحر الشمال، كي يضع بيوضه. وبعد أن تفقس البيوض، ينطلق السَلَمون الصغير إلى المحيط راجعاً في دورة لا نهائيّة. وتعرّضَت هذه الدورة إلى خَلَل شديد، إذ كادت أسماك السَلَمون تختفي من الراين نتيجة التَلَوّث الذي زادت حِدّته في حقبة الثمانينات من القرن الماضي، مُعرّضَة السَلَمون للانقراض. لذا، مَثّل إنقاذ السَلَمون هدَفاً رئيساً في مختلف برامج حماية الراين التي بدأت بعد حادث «ساندوز» في 1986. وفي برنامج «الراين 2020»، ثمة خطّة تفصيليّة لحماية أسماك السَلَمون، إذ تفيد الأرقام بأنه منذ العام 1999 عاد إلى الراين نحو سبعة آلاف من أسماك السَلَمون، ومن المتوقع أن تزيد في 2020 إلى 21 ألفاً مع استمرار جهود حماية النهر. ويشكّل الراين ثالث أكبر الأنهار الأوروبية. كما تَصِل مساحة حَوضه إلى مئتي ألف كيلومتر مربع، فيما يبلغ طوله نحو 1233 كيلومتراً. ويعتمد عليه قرابة 30 مليون إنسان في الشرب. وتتشاطأ على مياهه 9 دول هي: سويسرا وألمانيا وفرنسا وبلجيكا والنمسا وهولندا ولوكسمبورغ وليشتشتين وإيطاليا. يتميّز الراين بتنوّع بيولوجي نباتي وحيواني فوّار، كما يشكّل مسرىً لأنواع كثيرة من الأسماك المُهاجرة. وتوجد في حوضه مناطق تصنّف بوصفها من أهم مناطق الأراضي الرَطِبَة، منها «وادن» التي تمتدّ بين هولندا والدنمارك.