خالد مشعل وإسماعيل هنية (رويترز) غزة – محمد أبوشر، سلطان ناصر وصف خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، زيارته الأولى لفلسطين ب»ولادتي الثالثة»، بعد أن دخل معبر رفح لأول مرة مصطحباً وفداً كبيراً من قيادات حماس في الخارج، لحضور الاحتفال الضخم الذي أعدته الحركة بمناسبة انطلاقتها ال25. وعلى بعد خطوات من بوابة المعبر التي تفصل بين الجانبين المصري والفلسطيني اصطفّت قيادات حركة حماس في قطاع غزة، وفي مقدمتهم إسماعيل هنية، لاستقبال مشعل وموسى أبومرزوق وعزت الرشق ومحمد نصر وصلاح العاووري، لتجتمع قيادتي الداخل والخارج على أرض فلسطين لأول مرة منذ تأسيس حركة حماس. العناق الحار الذي جمع بين قيادات الداخل والخارج، وسجود مشعل ومرافقيه، طرح عدداً من التساؤلات عن المدة التي سيقضونها في قطاع غزة، وسط تسريبات عن نية عدد كبير منهم البقاء داخل القطاع بشكل دائم، وبخاصة مع إحضار مشعل جميع أفراد عائلته إلى داخل القطاع بمن في ذلك بناته المتزوجات وأزواجهن. وفي تصريحات للصحفيين داخل المعبر، تحدث مشعل قائلاً: «إن غزة في قلبي، وشاء الله أن أزورها وهي منتصرة وزيارتي أعدّها ولادتي الثالثة، الأولى عام 56 والثانية بعد فشل محاولة اغتيالي عام 97 واليوم هي الثالثة». وتوقع مشعل أن يشهد «ولادته الرابعة» قريباً وهي زيارة القدس بعد تحرير فلسطين، موجهاً الشكر لسكان قطاع غزة والمقاومة، قائلاً: «نحن السياسيين مدينون لكم يا شعب غزة وفصائل المقاومة بكل تشكيلاتها، لأننا اليوم موجودون في قطاع غزة، وبدونكم ما كنا هنا اليوم». وحشدت الحكومة الفلسطينية في غزة وحركة حماس الآلاف من مناصريها لاستقبال مشعل ومرافقيه على طول الطريق من معبر رفح لمدينة غزة، في الوقت الذي انتشرت فيه قوات كبيرة من الشرطة وكتائب القسام لتأمين الزيارة. وتوجّه مشعل فور وصوله لمدينة غزة إلى منزل الشيخ أحمد ياسين، تبعها بزيارة لمنزلي الشهيدين أحمد الجعبري، ومرافقه محمد الهمص، وعائلة الدلو التي فقدت 12 من أفرادها. ومن جهة أخرى، كشف القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور أحمد المدلل، النقاب عن تلقي حركته تهديداً رسمياً من إسرائيل باغتيال الأمين العام للحركة الدكتور رمضان شلح، ونائبه زياد النخالة، في حال دخولهما قطاع غزة. وقال المدلل ل»الشرق»: أبلغنا الجانب المصري رسمياً بنية الاحتلال الإسرائيلي اغتيال الأمين العام للحركة ونائبه إذا دخلا قطاع غزة»، مشيراً إلى أن الرسالة شملت إنهاء التهدئة الموقعة مؤخراً بين فصائل المقاومة الفلسطينية برعاية مصرية عقب حرب الأيام الثمانية واغتيال شلح والنخالة. وعلمت «الشرق» من مصادر خاصة أن الجانب المصري عقب تلقيه الرسالة من الإسرائيليين تعامل معها على محمل الجد، وأوقف التسهيلات المتعلقة بدخول شلح ونائبه إلى غزة، فيما أكد المدلل على حق أمينهم العام ونائبه، كما كل فلسطيني، في الدخول إلى فلسطين عامة وغزة خاصة. وأضاف المدلل: «قرار إسرائيل لا يُلغي الحق في الدخول أو العودة إلى أرض فلسطين»، منبهاً إلى إدراك حركته فحوى رسالة إسرائيل التي تعني أن كل قيادات الجهاد الإسلامي وعناصرها في دائرة الاستهداف الإسرائيلية في أي وقت. وكانت زيارة الأمين العام شلح ونائبه لقطاع غزة تأتي في سياق المشاركة في مهرجان انطلاقة حركة حماس، حيث كان مقرراً أن يُلقي الأمين العام كلمة في هذا المهرجان.