ساد العنف تظاهرات طلاب جماعة «الإخوان المسلمين» في جامعات مصرية عدة أبرزها جامعة الأزهر في القاهرة، فيما تعهد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم «اقتلاع جذور الإرهاب»، وكشف ضبط «خليتين إرهابيتين». ووقعت اشتباكات بين طلاب في جامعة الأزهر مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي والشرطة التي اقتحمت حرم الجامعة بعد أن هدم طلاب جزءاً من سور يفصل الجامعة عن مدينة إقامة الطلاب. وكان مئات الطلاب أشعلوا ألعاباً نارية في محيط الجامعة، وطوقوا مقر رئاستها وهتفوا ضد شيخ الأزهر أحمد الطيب والجيش والشرطة ورئيس الجامعة، ولوحوا بشعارات «رابعة». ورفع بعضهم لافتات للمطالبة بإطلاق سراح زملاء لهم ألقي القبض عليهم في أحداث عنف سابقة، واستنكروا قرارات بفصل زملاء لهم. وبعدما هدم الطلاب جزءاً من سور الجامعة، لم يتمكن الأمن الإداري من السيطرة على محاولة هدم بقيته، فاستدعت الجامعة الشرطة التي كانت ترابض قرب بواباتها الرئيسية، فدخلت الشرطة لتدور معارك وكر وفر مع الطلاب الذين رشقوا القوات بالحجارة والألعاب النارية، فيما ردت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وفي جامعة القاهرة، نظم طلاب «الإخوان» مسيرات طافت حرم الجامعة قبل أن تخرج إلى الشارع وسط استنفار أمني، لكن المتظاهرين تجنبوا الاتجاه نحو قوات الشرطة قرب ميدان النهضة ومديرية أمن الجيزة وساروا في اتجاه ميدان الجيزة. ووقعت مناوشات بين طلاب «الإخوان» ومناهضيهم في كلية الهندسة في جامعة القاهرة. وذكر التلفزيون الرسمي أن خبراء مفرقعات أبطلوا مفعول «عبوتين ناسفتين» داخل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في الجامعة. ووقعت اشتباكات حادة بين طلاب «الإخوان» ومعارضيهم في جامعة الزقازيق في دلتا النيل، بعدما نظم الطلاب مسيرة داخل الجامعة هتفت ضد الجيش والشرطة، وهتف طلاب آخرون ضد «الإخوان»، فوقعت مناوشات بين الطرفين تحولت إلى اشتباكات، وتدخل الأمن الإداري الذي لاحق طلاب «الإخوان» وأوقف عدداً منهم. ووقعت مناوشات قرب جامعة المنصورة في الدلتا بين طلاب «الإخوان» ومارة، بعدما خرجت مسيرة للطلاب من الجامعة إلى الشوارع المحيطة بها. من جهة أخرى، توقفت حركة القطارات على طريق طنطا - القاهرة بعد كشف قطع في قضبان السكك الحديد اعتبر وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أنه «عمل إرهابي». وقال إبراهيم: «إن الحرب ضد قوى الشر مستمرة، ورجال الشرطة قادرون على اقتلاع جذور الإرهاب». وأردف خلال حضوره احتفال لمناسبة يوم المجند أن «جماعة الإخوان الإرهابية حاولت ارتكاب أبشع الجرائم بعدما اكتشفت القوات وجود قطع متعمد في قضبان السكك الحديد لقلب القطار... تمكنا من إحباط جريمة «الإخوان» البشعة ونسقنا مع وزارة النقل لوقف حركة القطارات قبل حدوث كارثة، وسنعمل على التنسيق مع وزير النقل لتسيير عربات استكشافية على قضبان السكك الحديد قبل خروج قطار الركاب لكشف أي قطع أو سرقة قضبان تفادياً لأية حوادث». وأشار إلى أن «العناصر الإرهابية تتخذ من المناطق العشوائية مركزاً للاختباء وارتكاب جرائمها الإرهابية، وظهر ذلك جلياً بعد ضبط أحد أخطر تلك الخلايا في قرية عرب شركس في القليوبية»، مؤكداً أن «عناصر الخلية فخخوا المنطقة المحيطة بهم بالكامل، واستخدموا متفجرات تفوق في تقنيتها تلك التي يتعامل معها خبراء المفرقعات في وزارة الداخلية، ما استدعى الاستعانة بخبراء من القوات المسلحة في تلك المهمة». وقتل ضابطان كبيران من خبراء المفرقعات في الجيش في دهم هذا المخبأ الأسبوع الماضي. وشدد وزير الداخلية على أن «سقوط تلك الخلية الإرهابية التي تعد أخطر عناصر أنصار بيت المقدس سيكون له بالغ الأثر في استقرار الأوضاع في الشارع المصري خلال الفترة المقبلة». وأشار إلى أنه «تم ضبط خليتين إرهابيتين تخططان لاستهداف ضباط وأفراد الشرطة في محافظتي الشرقية وبني سويف، وسيتم قريباً إعلان ضبط عدد من الخلايا الإرهابية». وأوضح أن «هناك مشاكل تواجه وزارة الداخلية في التسليح بسبب تضييق الخناق على استيراد الأسلحة من جانب أميركا والاتحاد الأوروبي بعد ثورة 30 يونيو»، لافتاً إلى أن «الوزارة اتجهت أخيراً إلى استيراد الأسلحة من روسيا ودول الكتلة الشرقية لسد حاجاتها، خصوصاً في ظل الإرهاب الذي تواجهه حالياً». وأكد أن وزارة الداخلية مستعدة لتأمين الانتخابات الرئاسية المقبلة. إلى ذلك، أعلن الناطق باسم الجيش العقيد أحمد علي ضبط 4 أجولة مخبأة داخل أحد الأخوار في المنطقة الحدودية جنوب منفذ السلوم البري غرب مصر فيها 39 بندقية خرطوش. من جهة أخرى، قررت محكمة جنايات القاهرة إرجاء محاكمة الناشط السياسي علاء عبدالفتاح و24 آخرين بتهمة التظاهر من دون تصريح إلى جلسة 6 نيسان (أبريل) المقبل. وتضمن قرار المحكمة إخلاء سبيل الناشطين علاء عبدالفتاح وأحمد عبدالرحمن، في حين أن بقية المتهمين سبق إخلاء سبيلهم بقرار من غرفة المشورة في محكمة الجنح المستأنفة قبل إحالة النيابة المتهمين على المحاكمة. واتهمت النيابة المحالين على المحاكمة ب «الاعتداء على قوات الشرطة وارتكاب جرائم التجمهر، وتنظيم تظاهرة من دون إخطار السلطات المختصة بالطريقة التي حددها القانون وإحراز الأسلحة البيضاء أثناء التظاهرة وتعطيل مصالح المواطنين وتعريضهم للخطر وقطع الطريق والتعدي على موظف عام أثناء تأدية وظيفته والبلطجة».