انحسرت مياه الأنهار في ميزوري وإيلينوي الأميركيتين اليوم (الجمعة)، بعدما غمرت الفيضانات مناطق وأجبرت سكان بلدات على تركها، بينما يحذر خبراء الأرصاد من أن الأنهار التي ارتفع منسوب المياه فيها بفعل الأمطار يمكن أن تهدد الولايات الجنوبية. وقال مسؤولون إن 28 على الأقل قتلوا في الغرب الأوسط الأميركي، منذ بداية الأسبوع في فيضانات يندر حدوثها بفصل الشتاء، وإن غالبيتهم توفوا أثناء القيادة في مناطق غمرتها المياه بعد هطول أمطار بلغ منسوبها 30 سنتيمتراً. وتحدث الفيضانات في الغرب الأوسط عادة في فصل الربيع حين تذوب الثلوج ويرتفع مستوى المياه في الأنهار. وقتل عشرات في العواصف في الولاياتالمتحدة، وهي جزء من موجة طقس بارد اجتاحت العالم خلال فترة عطلة عيد الميلاد التي شهدت خلالها بريطانيا أيضاً سيولاً وعواصف. وقالت السلطات إن أكثر من 100 ألف شخص اضطروا إلى ترك منازلهم في المناطق المتاخمة لباراغواي وأوروغواي والبرازيل والأرجنتين، بسبب الفيضانات العارمة في أعقاب الأمطار الصيفية الغزيرة التي سببتها ظاهرة النينيو. وقالت الهيئة القومية للأرصاد إن منسوب المياه انخفض اليوم الجمعة في نهر مسيسبي، ثاني أطول نهر في الولاياتالمتحدة، بالقرب من سانت لويس، بعدما وصل الى مستويات تقترب من القياسية. وحطم نهر ميراميك الذي ينعطف قرب سانت لويس ويصب في نهر مسيسبي مستويات الارتفاع القياسية المسجلة لمنسوبه أمس، وفاضت المياه على ضفتيه، ما تسبب في إغلاق طريقين رئيسيين يربطان بين الولايات. وينتظر آلاف ممن تم إجلاؤهم عن منازلهم في وقت سابق هذا الأسبوع العودة إليها وبدء عملية إزالة آثار هذه الموجة. وقال مسؤولون محليون إن مئات المباني لحقت بها تلفيات أو تهدمت. وتأمل بلدات تقع على مسافة أبعد في اتجاه مجرى نهر مسيسبي أن تتصدى الحواجز التي أقامتها لمستويات المياه المرتفعة في الأنهار. وقالت الهيئة القومية للأرصاد إن الولايات الجنوبية مثل لويزيانا ومسيسبي ستتأثر في الأيام المقبلة. ويستعد عمال في تنيسي لأن يصل نهر مسيسبي في ممفيس الى مستوى الفيضان مطلع الأسبوع المقبل. وأعلن حاكم لويزيانا بوبي جيندال حال الطوارئ استعداداً للفيضان. وقال نائب الحاكم بيلي نانجيسر لشبكة "سي أن أن"، ان "كل هذه المياه ستأتي إلى الجنوب ويجب أن نكون مستعدين لها. هذا محل قلق بالغ".