يبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأحد المقبل، زيارة رسمية إلى البحرين تستمر يومين، سيجري خلالها محادثات مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة. وتعد هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها الملك عبدالله إلى البحرين منذ توليه الحكم في 2005. وتأتي زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى البحرين، تأكيداً لعمق التواصل بين القيادتين، واستمراراً لنهج التنسيق المشترك بين البلدين. وتفتح الزيارة آفاقًا رحبة من التطور في مسيرة العلاقات بين البلدين على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية والأمنية كافة. وتستند العلاقات الأخوية والوطيدة التي تربط بين البحرين والسعودية على تاريخ طويل من الاحترام المتبادل ومشاعر الود والمحبة الصادقة بينهما، وإيمانهما بأن حقائق التاريخ ربطت بينهما بوشائج متينة، ووثقت علاقاتهما الطيبة والفريدة على مر الأزمان برباط وثيق من التواصل والتعاون في ظل وحدة الهدف والمصير. وتشكّل الزيارة التاريخية علامة فارقة ولبنة جديدة وحلقة استثنائية في مسيرة تعميق وتوطيد علاقات التعاون المشترك، ارتكازاً على ما يجمع بين قيادتي وشعبي المملكتين من ثوابت ورؤى مشتركة، تجمعها وتعززها روابط الإخاء والمحبة الممتدة إلى جذور التاريخ، والمستندة على أساس راسخ من العلاقات الأخوية، التي تزداد صلابة على مر الأيام، وتسهم في بناء صرح متكامل ونموذجي من العلاقات المميزة بين البلدين، وبلورة آفاق واعدة وأرحب في المجالات كافة. وتكتسب زيارة خادم الحرمين ومحادثاته مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة أهمية بالغة، من حيث التوقيت والمضمون، في ظل ما يتمتع به الزعيمان من رؤية ثاقبة وقراءة واضحة وواقعية للظروف الدولية والإقليمية الراهنة، ومع ما تمر به المنطقة العربية حالياً من تحديات توصف بأنها مصيرية وسياسية وأمنية بالغة الأهمية، نظراً لما تمثله المنطقة من أهمية استراتيجية على المستوى العالمي، في ظل امتلاكها معظم الاحتياطي النفطي، وما تمثله من بُعد جيوبولتيكي تتقاطع عنده مصالح العالم الاقتصادية والأمنية والسياسية، فضلاً عن استمرار احتلال إسرائيل للأراضي العربية، وممارستها المستمرة لوضع العراقيل أمام عملية السلام، ورفض منطق الحوار، الأمر الذي يتطلب المزيد من التنسيق لتحقيق التضامن العربى، واتخاذ المواقف الموحدة القادرة على التعامل مع المتغيرات الإقليمية والدولية على قاعدة المصلحة العربية. وتعد الزيارة التاريخية تتويجاً للعلاقات الأخوية والوطيدة والمميزة بين قيادتي المملكتين، وما تشهده من تطور ونماء من التعاون المثمر في شتى المجالات في ظل تميز العلاقات البحرينية - السعودية التي تتجسد في التطور الملحوظ في العلاقات الثنائية المشتركة والتواصل والتشاور المستمرين تجاه القضايا الخليجية والعربية والإقليمية.