غداة تنفيذ اتفاق «الزبداني- الفوعة كفريا»، أوضح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس تعليقاً على عبور المسلحين من وإلى تركيا عبر لبنان تنفيذاً للاتفاق، أنه «عندما تعطل الحكومة وتداهمنا أمور معينة، فالمرجعيات مضطرة أن تتصرف على مسؤولياتها، على أن تضع مجلس الوزراء إذا اجتمع في ضوء ما حدث». ولفت إلى «أنه كل يوم يظهر ما معنى الفراغ الرئاسي الذي أفضى إلى تعطيل الحكومة والمجلس النيابي، وعندما تكون هناك اتفاقيات كبرى ترعاها الأممالمتحدة وفي ظل قرار دولي ووجود إجراءات وحلول سلمية مثل اتفاق الزبداني، لا يمكن لبنان عرقلتها»، مشدداً «على أن لبنان احتفظ بسياسة النأي بالنفس لأنه لم ينخرط في قتال وكل ما حدث هو عبور آمن وبريء وغير حربي». أضاف: «لم أكن على علم بالقرار الذي اتخذ ولكنني لا أستطيع أن أعترض على ما جرى، لأن جزءاً من المسؤولية يقع على عاتقنا بسبب عدم تمكننا من انتخاب رئيس». وأشار إلى أن «موقف الحكومة يقضي بأن اللجوء الجديد من سورية إلى لبنان أصبح غير وارد إلا في حالات إنسانية، كالجرحى، إذ لا بد من علاجهم»، مؤكداً «أن وجود لاجئين جدد مخالف لقرارات الحكومة، وإذا نص اتفاق الزبداني على ما يخالف هذا القرار فلا بد من اجتماع الحكومة واستصدار قرار معاكس للقرار السابق». وسأل حزب «الكتائب»: «هل الحكومة على علم بعبور قوافل الجرحى والمسلحين من سورية عبر الأراضي اللبنانية إلى تركيا؟ وتحول مطار بيروت مهبطاً لهذه القوافل، بموجب اتفاقات ثنائية خارجية حيكت خارج أراضيه ودون علمه، أم أنها فوجئت مثلها مثل جميع اللبنانيين ليقتصر دورها على الناحية اللوجستية؟». ودعا «الحكومة ورئيسها إلى وضع الرأي العام في حقيقة صورة ما يحصل». وسأل: «أين هي السيادة فيما المسلحون من خارج الحدود يعبرون من سورية إلى مطار بيروت؟ وبأي جوازات؟ ولماذا هذا التقاعس المدوي للحكومة وتخليها عن مسؤولياتها لمصلحة قوى الأمر الواقع؟». وكان وفد من قيادة حركة «أمل» برئاسة الوزير غازي زعيتر وعضوية النائب علي بزي، وآخر من «حزب الله» ضم النائبين علي عمار وعلي المقداد ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، استقبلوا عائلات وجرحى كفريا والفوعة لحظة وصولهم ليل أول من أمس إلى مطار رفيق الحريري الدولي من تركيا. ونقلت شاشات التلفزة مشاهد من على طريق المطار لمناصري «حزب الله» وهم يرشقون الحجارة والأحذية في اتجاه الحافلات التي اقلت المقاتلين من الزبداني إلى المطار، فيما استقبلوا أهالي كفريا والفوعة بالتهليل.