في مناخ يشير الى دور الثقافة في اثارة الدفء في أوصال العلاقات القطرية - المصرية، استهل المصريون أسبوعاً ثقافياً في قطر في اطار احتفالية الدوحة «عاصمة للثقافة العربية لعام 2010» بعرض أوبريت «شهرزاد» الذي قدمته فرقة الرقص المسرحي الحديث التابعة لدار الأوبرا المصرية، وشارك في العرض الذي أخرجه وليد عوني المدير الفني للفرقة 30 راقصاً وراقصة ولعبت «سالي» دور شهرزاد. قصة شهرزاد التي كتبها ريمسكي كورساكوف، هي أسطورة تاريخية باتت تشكل «حلم الغرب الغامض» وفقاً لمخرج العرض الذي قال إن «قصتها وحكايتها أثارت جدلاً حسياً في تناول خيالات الشرق وأصبحت البطلة والرمز لآلاف الليالي العطرة بمباخر الشرق». وخلص الى أنه «كما في كل الأساطير ينهزم الشرق وينتصر الحب» مشيراً الى أنه اضافة الى صوت شهرزاد كورساكوف هناك أغان في العرض لنساء من ايران ولبنان وتركيا، حيث الاقتراب من عصرنا الحالي». ويأتي العرض «الأسطوري الراقص» الذي حضره وزير الثقافة القطري الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري والسفير المصري عبدالعزيز داود وحشد لافت من القطريين والمصريين والعرب في مسرح قطر الوطني مساء أول من أمس في اطار برنامج فعاليات تشمل عروضاً لفرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي وفرقة الشارع التي تقدم أمسيات شعرية لأقطاب العامية المصرية، كما تشارك فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية. ويشهد الأسبوع المصري محاضرات وندوات ومعرضاً للكتاب المصري ومشاركة وجوه مصرية معروفة بينها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي ونبيلة عبيد ومحمد صبحي. وقال وكيل وزارة الثقافة للعلاقات الثقافية المستشار حسام نصار في حديث ل «الحياة»: «اجتهدنا لنقدم في قطر أضخم أسبوع ثقافي مصري في الخارج منذ 30 سنة وهو يتسم بالتعدد والتنوع الثقافي»، مشيراً الى حرارة الاستقبال الذي قوبل به عرض «شهرزاد» في الدوحة. وعما يميز هذا الأسبوع أضاف: «حرصنا على تقديم عروض راقصة وموسيقية وشعرية وأسبوعاً للأفلام ومعرضاً تشكيلياً ومعرضاً للكتاب وندوات فكرية مع أمسية للشارع أحمد عبدالمعطي حجازي». وفيما شدد على الدور المصري الفاعل في الثقافة العربية قال رداً على سؤال عن دلالات اقامة اسبوع ثقافي مصري في قطر في هذا الوقت بالذات إنه «منذ نشأة المنظومة العربية هناك خلاف في وقت ما (بين هذا الطرف العربي أو ذلك) لكن قل لي هل استمر الخلاف بين أي طرفين عربيين، نحن أخوة (مصر وقطر) ونحن ننظر الى الجانب الإيجابي في الخلاف وهذا يعكس حيوية الشعوب العربية والثقافة العربية وغيرة كل الدول (العربية) على بعضها وليس من بعضها». ووجه المسؤول المصري رسالة الى المثقفين العرب وقال إن «الثقافة وطن ووطننا الثقافة وكل شيء زائل الا الثقافة والابتكارات، ونحن خير أمة أخرجت للناس بثقافتنا وحيويتنا» كما أن «الحوار مع الآخر هو ثقافة ونحن أصحاب حوار». ورأى المدير الفني لفرقة الرقص المسرحي الحديث التي قدمت «شهرزاد» أن «شهرزاد لا عصر لها وهي للماضي والحاضر والمستقبل وكل أمرأة تحلم أن تكون شهرزاد بجمالها وقوتها وذكائها وقدرتها على السيطرة»، أما عن دلالة مشاركة مغنيات في العرض من ايران وتركيا ولبنان قال إن «رسالة المغنيات هي أن الشرق هو نتاج المزج الثقافي». وكان الأمين العام لوزارة الثقافة في قطر مبارك بن ناصر آل خليفة خاطب حفل افتتاح الأسبوع المصري منوهاً بريادة مصر وقال إنها صاحبة حضارة عريقة وإن «مصر بلد غير عادي» وأضاف: «إننا رفعنا في احتفاليتنا شعار الثقافة العربية وطناً والدوحة عاصمة، ونجحنا في ترسيخ الشعار بفضل ما ننعم به من حرية في الفكر والتعبير وفرتها القيادة القطرية». وقال وزير الثقافة المصري فاروق حسني في كلمة القاها نيابة عنه حسام نصار: «إن أجمل مافي وطننا العربي الكبير هو الإلفة الثقافية التي تجمع بين أقطاره ومواطنيه، إنه الشعور المميز الذي ينتاب أي عربي في أسفاره لأي من اقطار تلك الجغرافيا الشاسعة التي على اتساعها وتنوع ثقافتها ولهجاتها الدارجة، الا أنها تحيط الإنسان العربي في أي بقعة بها بدفء خاص».