صادق حزب «نداء تونس» العلماني الحاكم على مقترحات لتسوية الأزمة الحادة التي تعصف بصفوفه ضمن خريطة طريق قدمتها لجنة حزبية شكّلها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، فيما أعلن الجيش اكتشاف مخابئ لمجموعات مسلحة على المرتفعات الغربية الحدودية مع الجزائر. وتبنّى المكتب التنفيذي ل «نداء تونس» أول من أمس، اقتراحات قدمتها لجنة توافقية شكّلها السبسي الذي أسس «نداء تونس»، لرأب الصدع بين الأطراف المتنازعة في الحزب. وأعلن القياديون المجتمعون تفويض هذه اللجنة قيادة الحزب إلى حين عقد المؤتمر مطلع العام المقبل. وقال وزير المالية، القيادي في الحزب سليم شاكر في مؤتمر صحافي غداة اجتماع المكتب التنفيذي، إن «خريطة الطريق المعتمدة تتضمن 9 نقاط على رأسها إقرار القانون الداخلي للحزب واختيار قيادته الموقتة إلى حين انعقاد المؤتمر الانتخابي في 30 و31 تموز (يوليو) المقبل. وواجه الأمين العام المستقيل محسن مرزوق خلال اجتماع المكتب التنفيذي أول من أمس، اتهامات ب «تعطيل اتفاقيات تونس مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي»، إضافة إلى «اتصاله بسفارات أجنبية للتحريض على إسقاط الحكومة» التي تشارك فيها حركة «النهضة» بوزير و3 وزراء دولة. وشهد الاجتماع الذي وصفه بعض القيادات ب «الناجح»، غياب مرزوق والقيادات الموالية له، مقابل حضور الأعضاء الموالين لنجل السبسي. ودعا الحاضرون إلى أن «تحافظ الكتلة البرلمانية للحزب على وحدتها وتماسكها» بخاصة بعد استقالة عدد من النواب منها. من جهة أخرى، أكد الناطق باسم مجموعة النواب المنسحبين من «نداء تونس» مصطفى بن أحمد أمس، «استقالة 17 نائباً من الكتلة البرلمانية للحزب من أصل 32 قدموا استقالتهم سابقاً قبل أن يتراجعوا عنها لفتح المجال أمام المفاوضات. وقدم هؤلاء النواب استقالتهم من كتلة «نداء تونس» في البرلمان في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، قبل أن يعلقوها موقتاً، احتجاجاً على ما اعتبروه «خيانةً لأصوات الناخبين» في إشارة إلى التحالف مع حركة «النهضة» الإسلامية، إضافة إلى تذمر هؤلاء النواب من سيطرة نجل الرئيس حافظ قائد السبسي على الحزب وسعيه إلى وراثة والده. وبدأ الخلاف داخل الحزب بعد صراع شديد حول المناصب القيادية، وانقسم كوادره بين فريق يقوده حافظ قائد السبسي، وفريق ثانٍ بزعامة الأمين العام للحزب محسن مرزوق وقيادات محسوبة على التيار المناهض للإسلاميين. وتعتبر المجموعة الموالية لمرزوق أن نجل الرئيس ومستشارين في القصر الرئاسي يتحكمون بمصير الحزب، بما في ذلك اللجنة التوافقية التي يرأسها وزير الدولة للصيد البحري. في غضون ذلك، تمكن الجيش التونسي من الوصول إلى مواقع تتحصن بها مجموعات مسلحة على جبال «المغيلة» و «الشعانبي» في محافظة القصرين (غرب)، حيث عثر على مواضع قتالية وأسلحة ومعدات لتحضير ألغام، وفق بيان لوزارة الدفاع التونسية. كما «عثرت قوة مشتركة من الجيش والحرس الوطني مدعومة بمروحية يوم الجمعة الماضي، على مخيم حديث لعناصر إرهابية على مرتفعات جبال ورغة في منطقة الكاف، يحتوي على مواضع معدة للنوم ومؤونة ومعدات طبخ وتجهيزات لتحضير الألغام وأغراض خاصة». ولم تذكر وزارة الدفاع التونسية حصيلة القتلى، حيث ترجح مصادر عسكرية أن مرتادي هذه المخابئ قُتِلوا في مواجهات مع الجيش أو فروا خلال دهم مخابئهم.