عثرت السلطات التونسية على مخبأ للأسلحة جنوب البلاد قرب الحدود مع ليبيا وحجزت كمية من الأسلحة والذخيرة الحية واعتقلت اثنين كانا يعدان لشن هجمات، فيما طرح الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مبادرة لإنهاء الانقسام في حزب «نداء تونس» الحاكم الذي كان يترأسه، ما أثار انتقادات واسعة. وذكرت وزارة الداخلية التونسية في بيان أمس، أن قواتها «اعتقلت عنصرين إرهابيين أظهرت التحريات الأولية أنهما كانا يعتزمان شنّ عمليات تخريب تمس بأمن وسلامة البلاد». ويُشتبه في أن العنصرين ساعدا الانتحاري الذي فجّر ذاته في حافلة الأمن الرئاسي الأسبوع الماضي. وأشار بيان الداخلية إلى أن وحدات الدرك (الحرس الوطني) في مدينة «بن قردان» الحدودية مع ليبيا جنوب البلاد ضبطت حزاماً ناسفاً وسلاحي كلاشنيكوف ومخازن لأسلحة رشاشة و5 قذائف يدوية وعبوتين ناسفتين لتفخيخ السيارات إضافة إلى صواعق، في أحد أكبر المخابئ التي كُشِفت إلى حد الآن في البلاد. في غضون ذلك، طرح الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مبادرة لإنهاء حالة الانقسام التي يعاني منها حزب «نداء تونس» العلماني الحاكم، في خطوة أثارت انتقادات واسعة ضده، خصوصاً أن الدستور التونسي يمنع على رئيس الجمهورية القيام بمهام حزبية، بوصفه «رئيساً لكل التونسيين». وأعلن السبسي في خطاب إلى الشعب ليل أول من أمس، تشكيل لجنة تضم 13 قيادياً من الحزب الذي أسسه منذ أكثر من 3 سنوات، وتتلخص مهمتها في تقريب وجهات النظر بين قادة الحزب والإشراف على المؤتمر الحزبي الأول. ودعا السبسي إلى إحلال «السلم الاجتماعي»، معتبراً أن وقف التحركات المطلبية يساهم في مكافحة الإرهاب الذي سدد قبل أيام ضربة جديدة موجعة للبلاد. وكان 32 نائباً من كتلة «نداء تونس» (الكتلة الأكبر تضم 86 نائباً) استقالوا مطلع الشهر الجاري احتجاجاً على ما قالوا إنه «محاولات لحافظ السبسي نجل الرئيس، للسيطرة على الحزب والانقلاب على هياكله الشرعية بهدف وراثته عن والده» لكنهم علقوا استقالتهم الأسبوع الماضي إفساحاً في المجال أمام وساطة. وتدعو المجموعة المستقيلة والتي يقودها الأمين العام محسن مرزوق إلى عقد مؤتمر انتخابي للحزب، مقابل دعوة نجل الرئيس وأنصاره إلى مؤتمر تأسيسي يتم بموجبه اختيار القيادة بالتوافق، واعتبر مراقبون أن خطاب الرئيس السبسي فيه انحياز لنجله على حساب الأمين العام. وواجه الرئيس السبسي منذ خطابه هجوماً حاداً على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام على اعتبار أنه تطرق إلى موضوع حزبي في خطاب إلى الشعب، على رغم التهديدات الإرهابية وحالة الطوارئ وحظر التجول المفروض على البلاد منذ التفجير الانتحاري الثلثاء الماضي.