تمكنت السلطات التونسية من تفكيك خلية تعمل على تسفير فتيات إلى بؤر التوتر لتزويجهم بإرهابيين هناك، فيما بدأ رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد مشاورات سياسية لإجراء تعديل وزاري. والتقى الصيد في نهاية الأسبوع الماضي، زعيم حركة «النهضة» الإسلامية راشد الغنوشي لبحث التعديل الوزاري، حيث عرض الأخير وجهة نظره بخصوص التعديلات وتركيبة الحكومة العتيدة. وقال الوزير السابق، القيادي في «النهضة» عبد اللطيف المكي، إن حركته قدمت للصيد الأسماء المقترحة لتولي حقائب وزارية في الفريق الحكومي الجديد، معرباً عن رفض «النهضة» الجمع بين الوزارات على اعتبار أنه خيار فاشل. ويُنتظر أن تتوسع مشاركة الإسلاميين في التركيبة الحكومية المنتظرة، بعد أن كانت ممثلة بوزير ذي حقيبة و3 وزراء دولة، رغم أنها الكتلة الثانية من حيث العدد في البرلمان وفي الائتلاف الحكومي. وكان قياديون في حزب «نداء تونس» الحاكم أشاروا سابقاً إلى ضرورة إشراك «النهضة» بشكل أكبر في الحكومة حتى يضمن الصيد استقراراً برلمانياً وسياسياً لحكومته، وتحتل «النهضة» 69 مقعداً في البرلمان (من أصل 217 ) مقابل 86 مقعداً ل «نداء تونس» الحاكم الذي يواجه خطر الانقسام. ويتجه عشرات النواب من كتلة «نداء تونس» إلى تشكيل كتلة نيابية جديدة بخاصة مع إعلان الأمين العام المستقيل للحزب محسن مرزوق استقالته نهائياً من الحزب الحاكم. ووقّع 21 نائباً من الموالين لمرزوق استقالتهم النهائية من الكتلة الأولى في البرلمان. ورغم أن التوجه السياسي للمستقيلين من كتلة الحزب الحاكم لم يتبلور بعد، إلا أن تغييراً جوهرياً سيدخل على تركيبة البرلمان التونسي حيث ستصبح كتلة «النهضة» الأكبر في المجلس، مقابل تراجع «نداء تونس» إلى المرتبة الثانية، بينما ستحل الكتلة المنشقة عنه في المرتبة الثالثة. وجاء هذا الانفصال النهائي بعد شهور من الخلافات حول قيادة الحزب بين نائب رئيس الحزب، نجل الرئيس التونسي حافظ قائد السبسي، المتهم بمحاولة وراثة الحزب عن والده، وبين الأمين العام محسن مرزوق وقيادات موالية له محسوبة على التيار اليساري. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية التونسية أمس، أن وحدات مكافحة الإرهاب «تمكنت من كشف خلية تكفيرية من 4 عناصر تنشط في محافظة بنزرت (شمال شرق) في مجال استقطاب الفتيات وتسفيرهنّ إلى بؤر التوتر» في سورية والعراق وليبيا «بنيّة تزويجهن من عناصر إرهابية هناك». وجاءت هذه الاعتقالات بعد إعلان وزير الداخلية التونسي محمد ناجم الغرسلي رفع درجة التأهب تحسباً لهجمات مسلحة بمناسبة أعياد الميلاد والمولد النبوي. وحذرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا السبت الماضي رعاياهما في تونس من مخاطر إرهابية تزامناً مع أعياد رأس السنة الميلادية، بخاصة وأن «درجة احتمال وقوع ضربة إرهابية جديدة في تونس لا تزال مرتفعة» وفق بيان للسفارة البريطانية في تونس.