وضع أطباء المركز الدولي في جدة أخيراً، والد الطالب الغريق ماجد باسعيد أمام ثلاثة خيارات، لحسم جدل دام أكثر من أربع ساعات حول التأخر في اتخاذ قرار التعامل مع حال ابنه الذي أثبت تقرير الأطباء أنه متوفى دماغياً، مؤكدين له أن نسبة نجاته صفر في المئة، حتى لو نقل إلى خارج السعودية. وأكد المدير الطبي بالنيابة والمتحدث الرسمي باسم المستشفى خالد عالم ل«الحياة» أن المدير المختص في قسم أخلاقيات الطب الدكتور محمد البار اجتمع في ساعة متأخرة من مساء أمس مع عائلة الطالب الغريق، وأوضح لهم أنهم أمام ثلاثة خيارات للتعامل مع حال ابنهم المتوفى دماغياً، مشيراً إلى أن لهم الحق باختيار مايرونه مناسباً من هذه الخيارات تجاه ابنهم، خصوصاً بعد أن أثبتت التقارير والفحوصات الطبية الأخيرة التي أجريت للحالة أن الطالب أصبح متوفياً دماغياً، ولا يستجيب لأي مؤثرات خارجية. وأوضح عالم أن الخيارات التي وضعت أمام عائلة الطالب الغريق تكمن في إبقائه داخل المستشفى وأجهزة التنفس الاصطناعي عالقة به، أو نقله إلى مستشفى عالمي خارج السعودية، فيما كان آخر الخيارات وهو أمرّها، لاعتماده على فصل الأجهزة الطبية كافة عنه، كأجهزة التنشيط، والتنفس الاصطناعي، والذي بدوره يؤدي إلى اضطراب في عضلات القلب، ويفقد معها التنفس بالكامل، ويصبح متوفياً بشكل رسمي. ولفت إلى أن إدارة المستشفى وحتى الآن أقرت أن يبقى الحال على ماهو عليه، وسترجئ اتخاذ أي قرار ريثما تستمع إلى وجهة نظر أهل المتوفى الذين لهم الحق في اختيار أي من الخيارات السابقة، مؤكداً أن التقارير الطبية وفي مثل هذه الحالات تؤكد أنه حتى ولو تم نقل المريض لأي مستشفى خارج السعودية فنسبة عودة الحياة إليه لاتتجاوز صفر في المئة. وأشار عالم إلى أن عضلات القلب هي الجهاز الوحيد الذي يعمل حالياً لدى الطالب، أما بقية الأجهزة فهي معطلة تماماً، كما أن أجهزة الدماغ العلوية والسفلية لم تعط أي استجابات على مدى أربعة أيام متواصلة، مؤكداً أن الأضرار التي أصابت الدماغ جسيمة بسبب مكوث الطالب داخل الماء وهو في حال غرق وفقدان للتنفس أكثر من 45 دقيقة، ما أدى إلى عطب الدماغ بشكل كبير وبالدرجة التي لايمكن أن يعيش معها الإنسان إلا في حالات نادرة جداً. من جهتها، كشف مصدر مطلع داخل إدارة الدفاع المدني أن الإدارة لن تتسرع في إعلان نتائج القضية إلا بعد التأكد التام بالتحقيق مع الأطراف المعنية في القضية كافة، ومن كل الجهات المشاركة والتي كانت طرفاً في القضية، مشيراً إلى أنها تنتظر انتهاء فريق التحقيق من أعماله للبت فيها ومعرفة نتائج تلك التحقيقات. وكان الطالب ماجد باسعيد تعرض صباح السبت الماضي إلى حال غرق في أحد المسابح الترفيهية التي تتبع لمدينة الملك فهد الساحلية في محافظة جدة أثناء رحلة نظمتها مدارس الفلاح المتوسطة، ضمت أكثر من 41 طالباً.