بدأت أعمال العنف في العراق تأخذ منحى جديداً في اعقاب اعلان مسؤولين امنيين كشف مخطط واسع لتفجير مراقد أئمة شيعة في النجف وكربلاء بهجمات بالطائرات، فيما تصاعدت عمليات الاغتيال في بغداد بمسدسات كاتمة للصوت يتم تصنيعها محلياً. وحذر مصدر امني رفيع المستوى، رفض الاشارة الى اسمه من ان «الجماعات الارهابية تحاول استغلال الفراغ في السلطة والفترة الانتقالية بين حكومتين، لتمرير بعض مخططاتها واعادة البلاد الى المربع الاول، لا سيما بعد تأكيد المعلومات الاستخباراتية التي توافرت لدينا عن تخطيط القاعدة لضرب احد قباب المراقد في كربلاء او النجف لاستعادة اجواء العنف الطائفي». واضاف ان «الجهد الاستخباراتي تمكن من كشف مخطط ضرب المراقد بالكامل، الى جانب كشف اهم العناصر المدبرة لتلك الجريمة التي كُشفت خيوطها في الساعات الحاسمة». واضاف: «سبق ان حذرنا، وما زلنا نحذر، من مغبة التهاون بعملية تشكيل الحكومة والدخول في الفراغ الامني والدستوري، خصوصاً وان التنظيمات الارهابية تسعى لتنفيذ مخطط نوعي لضرب وحدة البلاد من خلال استهداف الرموز الدينية ممثلة بمراقد الائمة لدى الشيعة». وكانت الحكومة العراقية اغلقت «لضرورات امنية» مطار النجف بعد معلومات عن نية مسلحين استخدام طائرات لضرب مرقد الإمام علي في المدينة في نطاق عملية مشابهة لهجمات ايلول (سبتمبر) 2001 في الولاياتالمتحدة. وقال المصدر الامني:»تم اعتقال احد مساعدي الخلية الارهابية التي كانت تسعى لتنفيذ جريمتها وعمره 25 عاماً قتل والده وأخوه الاكبر خلال دوامة العنف على خلفية ارتباطهما بحزب البعث». وتابع: «تم ايضا احباط محاولة لتفجير نوعي قرب احدى الوزارات وسط بغداد حيث تم اعتقال غالبية المجموعة الارهابية المرتبطة بالقاعدة». ولم يكشف المصدر اسم الوزارة التي اريد تفجيرها». وذكر ان «تنظيم القاعدة فجر اليوم (أمس) مبنى سكنياً جديداً وسط العاصمة في موقع غاية في الاهمية من الناحية التاريخية ما ادى الى مقتل شخص واصابة ستة آخرين على الاقل». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر أمني قوله ان «شخصاً قتل واصيب ستة آخرون جراء انفجار عبوة في شارع الرشيد (وسط بغداد)»، موضحاً ان «الانفجار الذي وقع داخل محل لبيع الملابس الرياضية ادى الى حدوث دمار كبير في المبنى». وأوضح المصدر نفسه ان «انفجار عبوة لاصقة بسيارة مدنية في منطقة المنصور (غرب) ادى الى مقتل شخص واصابة اربعة بجروح». وتابع ان انفجاراً ثالثاً أدى الى مقتل ضابط كبير في وزارة الداخلية، واصابة ثلاثة . وأوضح ان «العميد اركان علي محمد الذي يعمل في مديرية مكافحة الارهاب لوزارة الداخلية قتل جراء انفجار عبوة لاصقة على سيارته». وفي هجوم رابع، اغتال مسلحون مجهولون غازي جبوري امام جامع الرحمن في منطقة الاعظمية (شمال). واوضح المصدر ان «المسلحين هاجموا جبوري بعد مغادرته الجامع عند الانتهاء من صلاة الفجر». من جهته اكد مساعد وكيل وزير الداخلية لشؤون الشرطة اللواء طارق العسل ان «عمليات القتل بكواتم الصوت التي اخذت بالانتشار اخيراً تقف وراءها دوافع عشائرية وثأرية». واوضح العسل ل»الحياة» انه «خلال البحث والتقصي في جرائم القتل بكاتم الصوت المحور محلياً وجدنا ان غالبية الذين تم اغتيالهم كان لاسباب عشائرية وتصفية حسابات شخصية وسط ضعف واضح للسلطة القضائية». من جانبه قال مسؤول في غرفة العمليات في مجلس محافظة بغداد عبدالكريم ذرب ان «مخططات المجموعات المسلحة لن تنتهي الا في حال تشكلت الحكومة سريعا لسد الطريق امامها». واوضح ان «تكرار حوادث تفخيخ المباني السكنية والمحال التجارية انما يكشف عن افلاس القاعدة». ولفت الى ان «التحقيقات مع المعتقلين تبين انهم يلجأون الى استحداث وابتكار طرق وادوات جديدة تمكنهم من تنفيذ جرائمهم بشكل يسير ومن بينها استئجار الشقق والمحال لفترات مؤقتة وبمبالغ طائلة لقاء تنفيذ جرائمهم» وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة ان «بعض موظفي هيئة التصنيع العسكري السابق، لا سيما في الجناح الآلي، ابتكروا طرقاً جديدة في تحوير الاسلحة الكاتمة للصوت من خلال توظيف بعض قطع غيار بعض المركبات الصغيرة واضافتها الى اجزاء المسدس على وفق خريطة جديدة لعمل المسدس ويصبح كاتما للصوت». استمرار اغلاق مطار النجف في غضون ذلك، استمر اغلاق مطار النجف الدولي لليوم السابغ وسط تذمر رسمي وشعبي محلي، فيما تتباين المعلومات حول أسباب الاغلاق. ففي حين يقول مسؤولون في مجلس المحافظة النجف ان الاغلاق جاء بشكل مفاجئ ذكرت وزارة النقل ان «اغلاق المطار تم بسبب مشاكل فنية تتعلق بأجهزة السلامة». وذكر محافظ النجف عدنان الزرفي ل»الحياة» ان «اغلاق المطار جاء بصورة مفاجئة، ولم يكن لدى المحافظ ومجلس المحافظة أي إنذار سابق». واضاف: «ابلغنا بوجود مشاكل بالاتصالات بين مطاري النجف وبغداد والسيطرة في سلطة الطيران المدني. وعلى هذا الأساس تم اغلاق مطار النجف رسمياً بتوجيه صدر من وزير النقل ومكتب رئيس الوزراء». واشار الى ان «مجلس المحافظة قلق بهذا الشأن بسبب وجود التزامات مادية وسياحية وثقافية لدى المطار». ولفت الى «تأجيل الاعتصام الذي كان من المقرر ان تنظمه الحكومة المحلية الى الخميس (اليوم) بسبب احتمال اعادة فتح المطار قريباً بحسب معلومات اولية». ولفت الى «خسائر واضحة لوجود التزامات مالية على المطار، وكذلك الأرباح التي يحققها وتغطي النفقات»، مشيراً الى ان «وقف الرحلات بين النجف ودول العالم يوقف هذه الالتزامات المالية». وكان مجلس محافظة النجف قرر الاعتصام في المطار بمشاركة رجال دين وشيوخ عشائر وأهالي المدينة احتجاجاً على اغلاقه، لكن الاعتصام اجل الى الخميس بعد وعود من مسؤولين في بغداد باعادة فتح المطار مجدداً. من جانبه نفى عضو اللجنة القانونية في مجلس المحافظة خالد الجشعمي «وجود مشاكل فنية تسببت بإغلاق المطار»، مبيناً أن «وزارة النقل تحدثت عن وجود تهديدات أمنية للمطار، في حين أن المطار غير مهدد رسميا». ورجح أن «يكون سبب الإغلاق الحقيقي سعي وزارة النقل إلى الاستحواذ على عائداته الضخمة». واستقبل رئيس مجلس المحافظة الشيخ فايد الشمري وفداً من رجال الدين وشيوخ ووجهاء عشائر المحافظة جاء للتعبير عن احتجاجهم على قرار اغلاق مطار النجف».