واشنطن، نيويورك – رويترز، أ ف ب – استبعد رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ اجراء محادثات جدية مع باكستان قبل ان تتخذ «خطوات ذات صدقية» لتقديم منفذي هجمات بومباي عام 2008 الى العدالة. وقال سينغ انه تبادل الحديث الودي مرتين مع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني على هامش قمة الامن النووي التي عقدت في واشنطن على مدى يومين، لكنهما لم يتطرقا الى قضايا جدية خلال لقاءاتهما القصيرة. وقال سينغ للصحافيين: «هنأت رئيس الوزراء على اقرار تعديل دستوري أعتقد انه سيجعل رئيس الوزراء شخصية أكثر قوة في النظام السياسي الباكستاني. لكن بخلاف هذا لم تجر محادثات جدية». وشكت نيودلهي مراراً من نشاطات «عسكر طيبة»، الجماعة المتشددة التي تتخذ من باكستان مقراً لها والمسؤولة عن هجمات بومباي التي قتلت 166 شخصاً. وقال سينغ: «نريد باكستان ان تحاسب على الاقل كل مرتكبي هذه الجرائم المروعة وان تفعل ذلك بكفاءة». وأضاف «هذا أقل ما ننتظر من باكستان. اذا فعلت باكستان ذلك سنكون سعداء جداً ان نبدأ الحديث مجدداً في شأن كل هذه القضايا». وكان جيلاني رفض في تصريحات الاثنين، مزاعم الهند. وقال للصحافيين ان إسلام آباد حظرت جماعة «عسكر طيبة» وجمدت حساباتها المصرفية. وقال جيلاني ان على الهند ان تقدم المزيد من الادلة وهو ما رد عليه سينغ بقوله ان كبار اعضاء «عسكر طيبة» يجولون بحرية في باكستان وان الاستخبارات الاميركية أشارت الى صلات الجماعة بتنظيم «القاعدة». وقال سينغ: «لا أرى أني في حاجة لتقديم اي أدلة اضافية لرئيس الوزراء جيلاني بهذا الشأن». وخاضت الهند وباكستان ثلاثة حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947 وبدأتا عملية سلام هشة اوائل عام 2004. وعلقت الهند المحادثات بعد هجمات بومباي، وأجرى ديبلوماسيون بارزون أول حوار رسمي بين البلدين الشهر الماضي، لكنه لم يحقق اي انفراجة. على صعيد آخر، طالب موفد خاص للامم المتحدة في باكستان بمساعدة مالية عاجلة لاكثر من 1.3 مليون نازح في شمال غربي البلاد الذي يشهد اعمال عنف. وأوضح جان موريس ريبير موفد الاممالمتحدة الخاص الى باكستان المكلف المساعدة الانسانية انه التقى مانحين دوليين للشكوى من تمويل غير ملائم لنداء المساعدة الانسانية الذي وجهته المنظمة الدولية في شباط (فبراير) الماضي، لمساعدة النازحين في باكستان عبر الحصول على 537 مليون دولار. وقال ريبير: «بدأ القلق ينتابنا حيال موضوع التمويل»، مؤكداً ان لا تمويل حتى الآن لبعض القطاعات مثل الزراعة او التربية في شمال غربي باكستان ومناطق القبائل. وأضاف: «التقيت المانحين هذا الصباح لتوجيه نداء جديد في هذا الصدد». والاثنين، أعلن منسق المساعدة الانسانية للامم المتحدة في باكستان مارتن موغوانجا ان المنظمة الدولية لم تتلق حتى الآن سوى 106 ملايين دولار، اي بالكاد عشرين في المئة من القيمة الاجمالية للنداء.