في الليلة السابقة لإنجازه، يتوسط الممثل السعودي علي التميمي عدداً من الإعلاميين، يتلقى سؤالاً ويجيب على آخر ويردد بداخله: «أنجزت.. وسأكمل هذا الإنجاز لأجل وطني». يمد صحافي أميركي مسجلاً أمام علي ويسأله: «لماذا أنتجت وأخرجت فيلماً عن فقرائنا وأنت من بلد لا ينتمي لنا، ومن ديانة أخرى؟»، فأجاب: «إن رسولنا محمد أمرنا بالحب والسلام». علي التميمي أستاذ جامعي مبتعث من جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض لدراسة السينما بأكاديمية «نيويورك فيلم» في لوس أنجليس، وهو أول سعودي يقتحم أسوار مصنع الأفلام العالمي «اليونيفرسال أوستديو»، والتعرف على مشاهير سينما هوليوود، ومثّل في أفلاماً مكسيكية وأميركية عدة، وفيلماً سعودياً بعنوان: «انتقام أب»، الذي عرض في دور سينما «اليونيفرسال» في هوليوود، وأنتج ما يقارب 10 أفلام، وتلقى شهادة شكر وتقدير من إدارة أكاديمية «نيويورك فيلم أكاديمي» وهي الأشهر في العالم. ويعتبر ابتعاث علي من الجامعة لدراسة السينما أمراً مستجداً وجديداً على المجتمع، إذ يقول: «سافرت وتعلمت لإرضاء طموحي وتحقيق نجاح لجامعتي التي منحتني الكثير، وهي ليست مجرد صرح تعليمي فقط، بل مدرسة وطنية تغرس فينا حب الوطن وخدمة المجتمع». «التعايش» بين المسلمين واليهود لم يكن سهلاً تصويره ليشاهده العالم، لكن التميمي أنتجه في فيلم، وأوضح أن فكرة الفيلم مفادها هدي النبي وكيف كان يتعامل مع اليهود، ويضيف: «اتهمت بتلقي الدعم من منتجين يهود لعلاقتي بالمنتج راوول خوسيه، وطاولتني تهمة تغريب الفتاة السعودية المغنية روتانا التربزوني حينما صنعت فيلماً عن تجربتها التي تقدم موهبتها تحت سماء لوس أنجليس، وتخشى العودة لوطنها خوفاً من الصدام مع العادات والتقاليد، إضافة إلى فيلم «الدكتور حسن» الذي أحدث جدلاً، كونه يتطرق إلى قصة مسؤول في الملحقية الثقافية يبتز المبتعثين لأغراض شخصية». ويتابع: «الفيلم خيالي ولكن قصته قد تحدث في حياتنا، في أي مكان وزمان، ولا أحارب من خلاله أشخاصاً ولا مؤسسات، وحققنا فيه الكثير من التحديات والإنجازات، ويمكن للمشاهد الحُكم عليه»، لافتاً إلى أن العمل توقف لفترة بسبب العجز المادي، قبل تجاوز ذلك بعد بيع سيارته الشخصية وبعض ممتلكاته. وبعد مضي أعوام عدة على وجود التميمي في عالم السينما فكّر في تدريب ما تعلمه، من خلال دورة عن صناعة الأفلام في جامعة نورثرديدغ بعنوان: «كيف نخلق جواً سينمائياً في وطننا؟» ستقام قريباً، ويقول: «تم الاتفاق مع مركز إعلامي كبير في دبي وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن على إقامة دورة في صناعة الفيلم في الفترة المقبلة، ولمست شغفاً كبيراً لتعلم هذا الفن، ولا أنسى ما قاله لي المنتج راوول خوسيه بأن الأفكار الهوليوودية مستوحاة من العالم العربي». وكشف التميمي عن مشاركته في بطولة فيلم هندي وسيكون تصويره في بومباي ودبي ولوس أنجليس، وإنتاج فيلم صيني ضخم بطابع الآكشن ومحاربة الجريمة، وفي الأشهر الخمسة المقبلة، كما سيعمل على تمثيل وإنتاج فيلم بعنوان: «أنا لست أسامة»، الذي يقول عنه: «الفيلم موجه للعالم بأكمله، ويحمل رسالة إنسانية سامية بأن ديننا دين سماحة وحب وينبذ الإرهاب والقتل، والقصة مغايره تماماً لما قد يفهمه البعض من العنوان، وآمل أن يكون هذا الفيلم فخراً لكل مسلم». وتمنى وجود صالات لعرض أفلام سعودية في وطنه لا تدعو للميل لأي تيار فكري، «نتفق على شيء يخدمنا جميعاً ولا يكون مرتع شر كما يتهمه البعض، إضافة إلى ذهاب ريع هذه الأفلام إلى جمعيات خيرية».