أقر نائب رئيس نادي الباحة الأدبي الدكتور عبدالله غريب، الذي كان أحد زوار معرض جدة الدولي للكتاب، بوجود فروق بين معرضي الرياضوجدة، «وتتمثل بسوء اختيار موقع معرض جدة، لأن المكان أصلاً عليه عبء كبير من المتنزهين على الكورنيش وزاد عبئاً بالمعرض وما يتطلبه من مواقف للسيارات، إذ الكثير من الأسر يسيرون مسافة كيلو متر كي يصلوا ثم لا يجدون مفراً من الانتظام في طوابير طويلة عند المداخل، وكذلك عند دورات المياه». وأشار غريب في حديث إلى «الحياة»، إلى تجاهل معرض جدة، «دعوة الأندية الأدبية التي كانت تدعى في الرياض وتحجز مواقع لعرض كتبها، وهي معنية بالدرجة الأولى بالطبع والنشر، واكتفوا بأندية الرياضوجدة ومكة وبالتالي حرمت الأندية من هذا المعرض إلا من لهم شراكات أو تعاقدات مع دور نشر». وقال: إن بعض دور النشر عبرت عن معاناتها «من التسوق من دون الشراء»، معتبرا أن معرض الرياض أكثر إعداداً وتصميماً وخططاً، «وإن كنت أظن أن الوقت بالنسبة لمعرض جدة، بحسب المسؤولين، كان ضيقاً ولكن لا عذر. والأهم ألا نخضعه ل«البزنس» أكثر من التثقيف من الجهات التي تخطط وتنظم لمثل هذه المعارض الدولية». وقالت الشاعرة الكويتية سعدية مفرح، إنه «لا يمكن أن نعقد مقارنة دقيقة بين معرض عمره 10 سنوات، وهو معرض الرياض، بآخر في دورته الأولى وحسب، وهو معرض جدة»، وأضافت: مع أن عدد دور النشر المشاركة في معرض جدة، بلغ نصف عدد دور النشر التي تشارك عادة في معرض الرياض، إلا أن معرض جدة نجح كثيراً في خلق زخم ثقافي هائل خلال نسخته الأولى، ربما بسبب إقبال الناس بشكل فاق توقعات حتى المنظمين كما يبدو»، معتبرة أن هذا الزخم الجماهيري، «هو المكسب الأولي الذي ينبغي أن يستثمره القائمون على المعرض في الدورات المقبلة». ولفتت إلى أن مكان المعرض وطريقة بنائه، «تمت على عجل ما جعل نواقص معينة تشوبه، على العكس من معرض الرياض. أما جدول الفعاليات فقد تميز معرض الرياض بخيارات أوسع وبنفس محلي تضافر مع النفس العربي وأيضاً الأجنبي، في حين اقتصر معرض جدة على المشاركات المحلية على رغم استضافته عدد من الأسماء العربية». وقالت سعدية مفرح: «يبقى العنصر الأهم بالنسبة لي، هو الرقابة. وفي ظل عدم وجود معلومات موثقة ودقيقة عن عدد الكتب الممنوعة في المعرضين فلا أستطيع المقارنة. عموماً أنا أهنئ جدة وأهلها والمملكة ككل بهذين المعرضين، وأتمنى أن نشهد معارض أخرى في كل مناطق المملكة في سبيل إثراء حال الثقافة العربية». أما الروائي عمرو العامري فيرى عدم وجود اختلافات كثيرة، «عدا أن معرض الرياض يقام في أرض معارض ضخمة ومجهزة، في حين أقيم معرض جدة في مبنى مستعجل، ومع ذلك استوفى الكثير من الاشتراطات». وقال العامري: «تكاد تكون دور العرض هي الدور نفسها، إلا أن معرض جده قلص الكثير من المؤسسات الرسمية كالجامعات والمكتبات التي كانت تحتل حيزاً كبيراً من المساحات. في جده تقلص الحضور الأمني كثيراً والنشاط الاحتسابي، إذ ما من حاجة إلى ذلك في معارض الكتب وكان كل شيء يسير بشكل حضاري رائع»، مضيفاً أن القدرة الشرائية في الرياض أكبر، «كونها العاصمة والقلب من كل شيء، وحيث الكثافة السكانية أكبر». ولفت إلى أن ما يعاب على معرض جدة، «ضعف وتكرار النشاطات الثقافية المصاحبة ونمطيتها، فالأسماء ذاتها والوجوه نفسها. باختصار، إذا أردت أن أعطي لمعرض جدة تميزاً ما، فهو أنه كان معرضاً للأسرة، فكل العائلة حاضرة، الرجال والنساء معاً، بكامل الثقة والاحترام والتشكل الحضاري الذي تعكسه مدينة جدة». في حين قالت الدكتورة أميرة كشغري، إنها لا تحب المقارنة بين المعرضين، «المهم هو أن تواكب معارضنا ما يستجد في العالم، وأن تلبي حاجة القارئ والناشر وقبلهما حاجة المعرفة».